الاعتقاد الشائع أن في كرة القدم بمجرد إطلاق الحكم لصافرة نهاية المباراة فإن كل شيء ينتهي، لكن الحقيقة التي تثبتها الأيام أن هناك أمورًا تعيش حتى لو انتهت المباريات أو حتى البطولات وتدوم لسنوات طويلة، وتحتاج إلى لحظة واحدة حتى تطفو على السطح مجددًا، وكأنها حدثت بالأمس، وهذا ما أكدته الوقائع في مونديال قطر 2022.
الواقعة الأبرز في إطار الحديث عن ذكريات الماضي وربطها بأحداث الحاضر، بطلها كان الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي بعدما خرج عن هدوئه المعتاد بعد نهاية مباراة منتخب بلاده أمام هولندا في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، وتأهل الأرجنتين بعد الفوز على هولندا بركلات الجزاء الترجيحية بنتيجة 4 - 3، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بنتيجة 2 – 2.
ميسي وثأر لصديق قديم
وفور انتهاء اللقاء توجه ميسي الغاضب صوب دكة بدلاء هولندا ليقوم باحتفال مثير للجدل أمام مدرب هولندا لويس فان جال، ولم يفهم الكثيرون وقتها سر إشارات ميسي للمدرب الهولندي المخضرم إلا أن تقارير صحفية كشفت أن طريقة احتفال نجم باريس سان جيرمان الحالي تعتبر نوعًا من الدعم لصديقه النجم الأرجنتيني خوان ريكيلمي الذي انتهت مسيرته سريعًا في برشلونة على يد المدرب الهولندي بعدما قال فان جال وقتها إن أسلوب لعب ريكيلمي لا يتناسب مع خططه، وإن إدارة برشلونة هي من تعاقدت مع اللاعب وإنه كان يريد استقطاب أرجنتينى سابق وهو كيلى جونزاليس.
يشار إلى أن فان جال كان لا يشرك ريكيلمي في مركزه الأصلي إضافة إلى ذلك هاجمه أكثر من مرة في وسائل الإعلام مما أجبره على الرحيل وقتها لنادي فياريال.
الصحف الأرجنتينية لم تترك الواقعة تمر مرور الكرام وكشفت صحيفة OLE الأرجنيتينة عن أن احتفال ميسي يعتبر بمثابة لرد الاعتبار لمواطنه ريكيلمي بعدما تعرض لسوء معاملة من المدرب الهولندى خلال فترة عملهما معًا في نادي برشلونة، إضافة إلى ذلك فإن تصريحات فان جال المثيرة للجدل زادت من حالة الغضب لدى ميسي لذا قرر الاحتفال بهذه الطريقة.
قائد سويسرا يثير الجدل
لم يكن ميسي الوحيد صاحب الاحتفال المثير للجدل خلال مونديال قطر 2022 فقد سبقه عدة لاعبين منهم، قائد منتخب سويسرا جرانيت تشاكا بعد فوز بلاده على صربيا في دور المجموعات بالمونديال بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
اللافت أن المباراة غلب عليها طابع التطور منذ البداية بسبب تواجد عدد من اللاعبين في صفوف منتخب سويسرا من أصول كوسوفية وألبانية مثل تشاكا مما أعطى للموضوع زخمًا سياسيًا واستراجعًا لذكريات حرب البلقان.
الأكثر إثارة ما جرى بعد المباراة بسبب ارتداء تشاكا قميصًا لمنتخب بلاده يحمل الرقم 26، ومدوّناً عليه اسم يشاري الخاص بزميله أردون إلا أن البعض فسر الموضوع بشكل مختلف تمامًا، مؤكدين أن قائد سويسرا كان يقصد شخصية آدم يشارى الذى يعتبر رمزًا لتحرير كوسوفو وبطلاً قوميًا في ألبانيا، مما أثار انتقادات واسعة في صربيا.
إيمبولو في موقف لا يحسد عليه
وفي الفريق السويسري لم يكن تشاكا وحيدًا في عالم إثارة الجدل، فقد سبقه زميله إيمبولو الذي لم يكن يتخيل أنه عندما اختار تمثيل منتخب سويسرا بدلا من موطنه الأصلى الكاميرون، أن أول أهدافه في المونديال سيكون في شباك أبناء بلده مما وضعه في موقف بالغ الصعوبة ورفض الاحتفال احترامًا لموطنه الأصلي خاصة أنه ولد فى الكاميرون وقضى سنواته الأولى من طفولته هناك قبل أن تهاجر عائلته إلى أوروبا ويستقر بهم الحال في سويسرا.
ورغم عدم احتفال إيمبولو بالهدف لكنه لم ينج من الغضب الكاميروني، وقد كشفت تقارير صحفية عن أن منزله في الكاميرون تعرض للاقتحام والهجوم من قبل بعض الجماهير الكاميرونية بعد تسجيله الهدف، وفي المقابل علقت والدته على ما حدث والهجوم علي نجلها قائلة بأنه كان سيمثل الكاميرون دوليًا لكن ذلك لم يحدث بسبب الواسطة والرشاوى التي يجب أن تُدفع ليحصل اللاعب على حق تمثيل بلاده.