close menu

العلاقات السعودية البحرينية.. رؤى موحدة وشراكة استراتيجية وأخوة تاريخية

العلاقات السعودية البحرينية.. رؤى موحدة وشراكة استراتيجية وأخوة تاريخية
المصدر:
أخبار 24

تعد العلاقات البحرينية السعودية نموذجا في الأخوة التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتنامية، والتي أرسى قواعدها الآباء والأجداد على أسس راسخة من وحدة الدين والتاريخ واللغة والمصير المشترك، فضلاً عن الجوار الجغرافي.

ويعود تاريخ العلاقات السعودية البحرينية إلى الدولة السعودية الأولى (1745- 1818م) ثم الدولة السعودية الثانية (1840- 1891م)، وصولاً لأول لقاء جمع الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ، بالشيخ عيسى بن علي آل خليفة، حيث دار حوار بينهما، خلال الزيارة التي استمرت يومين.

المملكة واليوم الوطني البحريني

وتشارك السعودية مملكة البحرين في احتفالها اليوم 16 ديسمبر، بإحياء ذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح، والذكرى الـ 50 للانضمام للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية والذكرى الـ 22 لتولي ملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.

وظلت قيادة المملكة تشيد باستمرار بتميز العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والتي يسعى الجميع لتعزيزها في مختلف المجالات.

تنسيق وتطابق بالقضايا السياسية

وتشهد العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين على الصعيد السياسي قدرًا كبيرًا من التنسيق يصل إلى حدّ التطابق في المواقف من القضايا الإقليمية والدولية التي يتم تداولها في مؤتمرات قمم مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية.

وتترجم هذه العلاقات معنى الشراكة الحقيقية وتعميق التعاون في المجالات كافة، بما ينعكس إيجابًا على وحدة وتماسك الصف الخليجي والعربي، لا سيّما مع ما تمر به المنطقة العربية حاليًا من تحديات بالغة الأهمية، نظرًا لما تمثله من أهمية "جيو - استراتيجية" تتقاطع عندها الكثير من مصالح العالم الاقتصادية والأمنية والسياسية في ظل موقعها الاستراتيجي المهم.

رؤيتا البلدين لعام 2030

واجتمعت رؤيتا البلدين لعام 2030، ومن هذا المنطلق كان التنسيق والعمل الثنائي بين البلدين سهلًا لا يشوبه أي تعقيد، وتجلى ذلك برفع مستوى التمثيل في مجلس التنسيق المشترك السعودي البحريني في أكتوبر 2021 ليصبح برئاسة وليي العهد للبلدين الشقيقين، بما يليق بحجم الطموحات والأهداف المرجوة والمشتركة بين البلدين.

وتعبر المواقف التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين على روابط الأخوة وحسن الجوار والمصير المشترك، فقد وقفت المملكة ضد الأطماع الإيرانية في مملكة البحرين، وساندتها في التصدي للمشاريع التخريبية التي هدفت إلى زعزعة أمنها واستقرارها والمساس باستقلالها وسيادتها الوطنية، وستستمر المملكة في دعم البحرين حكومة وشعبا في مواجهة كل ما يهدد استقرارها.

التعاون العسكري والأمن النووي

فيما تؤكد البحرين دائمًا أنها كانت وستظل في صف واحد مع المملكة في دورها القيادي والريادي لترسيخ وتعزيز الأمن والسلم في المنطقة والعالم ككل، وضد كل ما يستهدف أمنها وتأييدها التام في كل ما تتخذه من إجراءات للقضاء على التنظيمات الإرهابية.

وفي المجال العسكري يقف البلدان على مسافة واحدة تجاه كل ما يمس أمن المنطقة والخليج، ويتعزز ذلك الوقوف من خلال اللقاءات الدورية بين القيادات العسكرية في البلدين وكذلك تنفيذ في تمارين عسكرية مشتركة بينهما.

كما يوجد تعاون بين هيئة الرقابة النووية والإشعاعية والجهة الرقابية بالبحرين، في مجال الرقابة على الاستخدامات النووية والإشعاعية والأمن النووي وتنظيم تداول المواد النووية والمشعة عبر المنافذ الحدود.

جسور المحبة

وأسهم جسر الملك فهد الرابط بين المملكتين في تعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين البلدين، وساعد في تطور قطاعات السياحة والترفيه والتجارة في مملكة البحرين، حيث كان لتوجهات قيادتي البلدين دور بارز في تعزيز ودعم التعاون الذي جسدته المشروعات المشتركة وتفعيل سبل تنمية التبادل التجاري والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين.

كما يأتي مشروع جسر الملك حمد ليكون جسراً مستقبلياً موازياً لجسر الملك فهد ومكملاً لمشروع شبكة السكك الحديدية الخليجية.

علاقات اقتصادية وتجارية

وعلى الصعيد الاقتصادي، تعد البحرين الشريك التجاري الثاني للمملكة بين دول الخليج والـ12 بين دول العالم، وأظهر تقرير حديث لغرفة تجارة وصناعة البحرين صادر في نوفمبر الماضي؛ ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 1.004 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام الحالي 2022م.

كما أن المملكة الشريك التجاري الأول للبحرين، منذ القدم حيث كان اقتصاد الأخيرة يعتمد على صيد اللؤلؤ، ونظرًا لأنها كانت المركز الرئيس لتجارة اللؤلؤ في الخليج، حيث يستخرج من الشواطئ السعودية ويعرض للبيع في أسواق اللؤلؤ بالبحرين، إلى جانب ما تصدره المملكة من تمور وماشية وصناعات يدوية للبحرين.

وتمثل المملكة عمقًا استراتيجيًا اقتصاديًا للبحرين كونها سوقًاً اقتصادية كبيرة أمام القطاع الخاص البحريني لترويج البضائع والمنتجات البحرينية، كما تمثل البحرين امتدادًا للسوق السعودية في ترويج البضائع والمنتجات الوطنية.

وامتداداً للتعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين دشن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في عام 1440هـ خط أنابيب النفط الجديد بتعاون بين أرامكو السعودية وبابكو البحرينية بمعدل ضخ يبلغ 220 ألف برميل يوميا، وبسعة قصوى تصل إلى 350 ألف برميل يوميا، وبطول يبلغ 110 كم يربط بين معامل بقيق السعودية ومصفاة باكو البحرينية.

حركة سياحة مزدهرة

وتشهد الحركة السياحة بين البلدين تناميًا ملحوظًا بفضل الإجراءات التي اتخذها البلدان فيما يتعلق بالدخول والخروج عبر جسر الملك فهد ومنها ما يتضمن السماح للسعوديين والبحرينيين بالدخول في كلا البلدين ببطاقات الهوية فقط، إضافة إلى الجهود التي تبذلها البحرين لتنمية النشاط السياحي من خلال إقامة المنشآت السياحية المتطورة وتشجيع السياحة العائلية وسياحة اليوم الواحد التي جذبت عددًا كبيرًا من السعوديين نظرًا للقرب الجغرافي.

وشهدت البحرين منذ استقلالها عام 1971م، نهضة شاملة في جميع المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها من المجالات التنموية الأخرى، وأسست بنية اقتصادية حديثة ومتنوعة عززت مكانتها كمركز تجاري ومالي وسياحي رئيس في المنطقة.

وتتمتع مملكة البحرين إلى جانب الكلفة والتنافسية وسهولة الوصول إلى باقي منطقة الشرق الأوسط ومتانة البنية التحتية التجارية، بخبرة كبيرة في فهم احتياجات الشركات الأجنبية والاستجابة لها.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات