على أنغام احتفالات المشهد الختامي لأهم حدث كروي على الأرض تحتضنه البلاد "كأس العالم 2022"، تحتفل دولة قطر اليوم (الأحد) بيومها الوطني الـ"51" حيث ذكرى تأسيسها.
ووسط أجواء من الحب والتضامن العربي؛ خلفه النجاح الكبير لقطر في تنظيم أهم فعالية كروية على الإطلاق، والذي أبهر العالم بأجواء إنسانية وتنظيم رائع لأول "مونديال" على أرض عربية، تسترجع الدوحة سيرة مؤسسها الذي أرسى، قبل قرابة 140 عاماً، دعائم الدولة الحديثة والقيم والمبادئ التي قامت عليها.
ذكرى التأسيس
وتُحيي قطر في مثل هذا اليوم من كل عام ذكرى التأسيس على يد المؤسِّس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني في 18 ديسمبر من عام 1878م، والذي وضع أول لبنات دولة قطر الحديثة، حتى أصبحت في ظل زعامته؛ كياناً واحداً متماسكاً وبلداً موحداً مستقلاً.
وتكتسب احتفالات اليوم الوطني القطري اليوم صفة العالمية، حيث ستشارك جماهير من مختلف العالم الدوحة احتفالاتها، خاصة أنها تتزامن مع المباراة الكبيرة الختامية للمونديال، والتي تجمع بين الأرجنتين وفرنسا على ملعب لوسيل، والتي أضافت رمزية كبيرة لليوم الوطني حيث تتوج جهود البلاد بنجاح كبير بعد سنوات من الاستعداد والعمل والتخطيط.
رؤية ونجاحات
وتواصل قطر جهودها للتنمية والتطوير بالعمل على رؤيتها الوطنية 2030 التي اعتمدت عام 2008م، لتحقيق التقدم والازدهار للمواطنين حيث تهدف الرؤية إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل.
كما تضمنت الرؤية أهم المبادئ الموجهة لها التي تصون الحريات العامة والشخصية، وتحمي القيم الأخلاقية والدينية والتقاليد، وتكفل الأمن والاستقرار وتكافؤ الفرص، وتستشرف الرؤية الوطنية الآفاق التنموية من خلال الركائز الأربع المترابطة بالتنمية البشرية، والتنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، والتنمية البيئية.
مراتب متقدمة
وحققت دولة قطر المرتبة (18) فيما يتصل ببيئة الأعمال، وتنافسية الاقتصاد، وفقاً لكتاب التنافسية العالمي لعام 2022، والذي يصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) سنوياً في سويسرا، وذلك من بين (64) دولة معظمها من الدول المتقدمة.
كما احتلت دولة قطر مراتب متقدمة بحسب تقرير المعهد، حيث جاءت في المرتبة التاسعة في محور الأداء الاقتصادي، والمرتبة السابعة في محور الكفاءة الحكومية، والـ14 في محور كفاءة قطاع الأعمال، كما تقدم ترتيب قطر في محور البنية التحتية فاحتلت المرتبة 38.
قفزات اقتصادية
وحقق الاقتصاد القطري قفزة قوية على مستوى الناتج المحلي خلال الربع الأول من العام الجاري 2022م وذلك مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، حيث ارتفع على أساس ربع سنوي بنحو 13.2% حيث بلغ خلال الربع الأول من العام الجاري نحو 197.7 مليار ريال مقارنة بالمستوى المسجل خلال الربع الأخير من عام 2021 والذي قدر فيه الناتج المحلي للدولة بنحو 174.7 مليار ريال.
وحققت قطر نمواً مطّرداً في عدد مؤسسات البحث العلمي ومراكزه، ليصل عددها إلى (33) مركزاً ومؤسسة، تتنوع اهتماماتها بموضوعات مختلفة كالبيئة والطاقة، والطب، وريادة الأعمال والحوسبة، والدراسات الاجتماعية والإنسانية والتربوية والابتكارات التكنولوجية والتنمية المستدامة.
مشاركة سعودية وفرحة خليجية
يشاطر السعوديون حكومةً وشعباً وكذلك الدول الخليجية إخوانهم في قطر مشاعر الاعتزاز بما تحقق من إنجازات، وتجمع المملكةَ ودولةَ قطر الشقيقة علاقاتٌ تاريخية تستند إلى ثوابت مشتركة تحكمها أواصر الأخوة والقربى والمصير المشترك، وباتت مرتكزاً لتشمل مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية والأمنية والاقتصادية والشبابية.
ويأتي حضور وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، حفل افتتاح كأس العالم في الدوحة، خير شاهد على متانة العلاقات بين البلدين. كما يأتي توجيه الأمير بتسخير الإمكانات والتسهيلات كافة لدعم دولة قطر الشقيقة لنجاح كأس العالم، دليلاً آخر على متانة تلك العلاقات.
تعاون وتكامل
وكانت المملكة قد أعلنت عن إطلاق الخدمة الإلكترونية التي تمكّن حاملي بطاقة "هيّا" الخاصة بفعالية كأس العالم قطر 2022م من الحصول على تأشيرة دخول المملكة مجانًا.
وتحرص قيادتا البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية، وتكامل جهودهما في دعم مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحقيق التقدم والازدهار، ومواجهة مختلف التحديات، ورفع مستوى التعاون بين هذه الدول الأعضاء، إلى أعلى مستويات الشراكة.