أن يتحول مبنى تاريخي لأول بنك تجاري في المملكة إلى مركز ثقافي متكامل، يبدو بطبيعته أمراً لافتاً، غير أن تحويل خزانة البنك ذاتها إلى عمل فني مركب يثير اهتمام زائري مركز الفناء الأول الثقافي، أمر ليس معهوداً.
فلا يخطر على قلب زائر الفناء الأول الواقع في الحي الدبلوماسي الشهير بـ"السفارات"، غرب الرياض، أنه سيكون على موعد مع تلك الخزانة الشاهدة على ذاكرة المكان التجاري.
وتعد هذه الخزانة من العناصر الرئيسة المرتبطة بتاريخ البنك السعودي الهولندي الذي يعتبر أقدم بنك تجاري في البلاد، ولطالما احتفظت طويلاً باحتياطيات البلاد من الذهب وعائدات النفط .
وبتكليف مباشر من وزارة الثقافة، استطاع الفنان الفرنسي لاميدوز تصميم العمل الفني المرتبط بخزانة البنك السعودي الهولندي، وإضافة مواد الخرسانة والنحاس لها، وتركيب شاشة رقمية خلفها، تستحضر صوراً للعملات النقدية السعودية بجمالية لافتة تأسر الزائر؛ إذ روعي فيها توظيف عنصري المزج والتلاشي للصور المرافقة للعرض المرئي.
وتزامن إطلاق "الفناء الأول" مع تدشين المعرض الفني الافتتاحي بعنوان "إيداع الذاكرة" في المركز الذي يستمر 3 أشهر، ويعود هذا المعرض إلى أمجاد المصرف الذي استوطن أروقة المبنى في السابق؛ ليَخُط نشأة العملة السعودية عبر التاريخ، متناولاً إياها من عدسة الفن.
واستمد 6 فنانين محليين ودوليين معاصرين الإلهام من المحطات المختلفة لتراث المملكة وهويتها المصورة على العملات، فترجموها أعمالاً فنية تعبر بإبداع عن 5 موضوعات رئيسية ذات رمزية عالية، وهي: النفط، والطبيعة، والحج عبر البحر الأحمر، ومكة المكرمة، وشعار المملكة .
احتفظت باحتياطيات الذهب.. خزانة أول بنك سعودي تتحول لعمل فنيhttps://t.co/3LGXZxqvYN pic.twitter.com/lxvSIXDUnM
— أخبار 24 (@Akhbaar24) December 30, 2022