يوماً بعد يوم، تتكشف أخلاقيات وأساسيات جماعة الإخوان المسلمين "الإرهابية"، وذلك من خلال التصرفات التي تخرج عن مَن ينتمون لها أو يؤيدونها، وهو ما يؤكده بالدرجة الأولى انقلابهم على جمهورية مصر العربية، التي يحمل جنسيتها العديد من رموز الجماعة، ومن ثَم نُكرانهم لجميل صاحب اليد الممدودة لهم، في صورة من صور الجحود والدنوّ الإنساني والأخلاقي.
آخِر تلك الزمرة المارقة، مذيعٌ مصري ينتمي لـ"الجماعة الإرهابية"، عمل لسنوات على الأراضي التركية، ينتظر حالياً أن تقوم أنقرة بترحيله خارج أراضيها، بعد أن وضعته قيد الإقامة الجبرية، نظير تهمتين وجّهتهما له (التحريض ضد مصر والدعوة لحراك شعبي، والإفصاح عن معلومات تمسّ الأمن التركي لجهات خارجية).
المذيع "الإخواني" حسام الغمري، يقبع في أحد السجون التركية، في أعقاب إيقاف برنامجه "رؤية"، الذي تبثه قناة "الشرق"، التي يملكها المعارض المصري "أيمن نور"، المقرب من جماعة الإخوان المسلمين ويسير في فلكها وضمن أجندتها.
وعُرف عن البرنامج والمذيع والقناة، توجيه السهام على الدوام ضد الحكومة المصرية والشعب المصري، بالإضافة إلى دول الخليج، وكل مَن يتفهم حقيقة هذه الجماعة الإرهابية؛ يدرك خطرها العابر للقارات على الأمة بأسرها، وليس على دولةٍ بمفردها.
وكانت السلطات التركية قد عمدت لتضييق الخناق بوجه قيادات الجماعة المتواجدين على أراضيها، ومنعتهم من تحويل أي أموال دون الإذن من السلطات الرسمية، في خطوة اعتبرتها الجماعة، "تخليًا تركيًّا" عنها، ما دفع العديد منهم إلى الخروج لدول منها عربية وأخرى أوروبية.
وكخطوة في الاتجاه الصحيح، اختارت أنقرة التقارب مع القاهرة، على حساب الابتعاد عن الجماعة "الإرهابية"، بعد الإيقان بخسارة الرهان على الورقة الإخوانية المقيتة، وقررت وضع مصالحها العليا بإعادة المياه لمجاريها مع الحكومة المصرية، فوق كل اعتبار، وهو ما حدث خلال الفترة الماضية، التي شهدت تفاهُمات واجتماعات عديدة بين مسؤولين مصريين ونظرائهم من الجانب التركي.