سطرت سيدة في إحدى القرى في المنطقة الجنوبية، وتحديدًا في قرية المسقي بمنطقة عسير، قصة خالدة لكرم المرأة ووطنيتها ونجاحها في مجال التجارة.
وذكر حفيدها أحمد بن عبدالله بن سحمان بن مزهر القريعي، لـ"أخبار 24"، أن جدته الراحلة نالة بنت عبدالله الحمراني أثبتت نفسها في عالم التجارة بعد رحيل جده سحمان بن مزهر القريعي الذي كان يتمتع بحالٍ طيّب وصاحب تجارة ومال وفير.
وأوضح أن جده أصيب بمرض بعد أن أنجبت "نالة" 5 من البنات و3 من الذكور، ورغم ذلك ظلت صامدة ولم تتخل عن زوجها حتى مماته، كما أنها رفضت الزواج بعد وفاته وأكملت مسيرته التجارية في المواد الغذائية والحبوب الزراعية.
وتابع :"الحوش كان صرحا كبيرا للتجارة حينها، وكانت تدخله الإبل لتحمل البضائع القادمة من اليمن أو الهند ثم ترجع أدراجها، وكانت القوافل تأتي إليها من القصيم بيشة لحمل البضائع وجلب الأرزاق من هذا المكان وأغلب القوافل كانت تأخذ بالدين من الثمرة إلى الثمرة".
وأكد حفيد الراحلة أنها كانت تُشرف على الحركة التجارية وتتابع تجارتها من النافذة، كما كان لديها مجلس شهير كانت تجلس فيه وخصصت فيه مستودعا لتُخزن فيه الذهب والفضة.
وأضاف أن الراحلة عُرف عنها شدة الكرم، حيث كانت تُخزن السمن والعسل لتقديمه لضيوفها من بلاد شهران، وخصوصًا شيوخ شهران من آلمشيط أو آل أبو ملحة الذين كانت تحرص على استقبالهم بنفسها بصحبة أبنائها، وتقدم لهم الطعام الشهير في ذلك الوقت، وهو البر والسمن والعسل.
وسرد "أحمد" قصة أشهر المواقف التي عرفت عن "نالة"؛ بدعمها للملك عبدالعزيز خلال فتوحاته من عسير إلى الحديدة، حيث ذكر أن الملك فيصل طلب مساعدة من القبائل لتسهيل فتح عسير، وكان وقتها "ابن مشيط" أمير شهران.
وأضاف أن "ابن مشيط" لجأ حينها لميسوري الحال في جميع قبائل شهران، كما تواصل مع "نالة" وطلب منها المساعدة، فتفاعلت الأخيرة مع ذلك، وظلت تعطيه دون تحفظ من أجل أن يدعم الملك عبدالعزيز في فتوحاته من عسير إلى الحديدة.
قصة سيدة برعت في #التجارة ودعمت فتوحات الملك عبدالعزيز بـ #عسير https://t.co/VSSaLFEanO pic.twitter.com/GepyQp1VFf
— أخبار 24 (@Akhbaar24) January 24, 2023