في تبعات مصرع المعلمة وفاء الغامدي، التي لفظت أنفاسها الأخيرة في شهر سبتمبر الماضي، أقرّ اليوم وفي أولى جلسات المحاكمة، التي شهدتها المحكمة الجزائية في جدة، زوج المغدورة بارتكابه جريمة القتـل.
كما اعترف بحضور الابنة الكبرى – وهي في العقد الثاني من العمر – لحظة تنفيذه جريمته الغادرة، التي ذهبت ضحيتها أمٌ لأربع من الأطفال في عمر الزهور.
وفي خلفيات القضية، فإن الغادر أقدم على فعلته، بعد تلقيه رسالة استدعاء من قبل مركز الشرطة، بعد أن دوّنت المغدورة محضراً رسمياً بحقه، واتهمته بإساءة المعاملة، والاعتداء بالضرب، وهو الأمر الذي قابله الزوج بارتكاب فعلته، التي هزّت الرأي العامة في وقتها، ولاقت تفاعلاً واسعاً، وتصدرت مواقع التواصل الإجتماعي.
وفي الجلسة التي شهدها أشقاء وشقيقات المتوفاة، أقرَّ الجاني الذي تم اقتياده مكبل اليدين والرجلين، ورغم اعترافه بجريمته، فإنه أصر على نفي إساءته واعتدائه على الزوجة، في صورة من صور التناقض المقرون بالافتقار للرحمة والشفقة، فيما أفادت مصادر بأن القاضي طلب حضور والد المتوفاة في الجلسة القادمة، باعتباره ولياً على الأبناء الذين لم يتجاوزوا السن القانونية.
وبالنظر للقضية، فيرى المستشار القانوني ومحامي أولياء الدم أحمد بن شفلوت لـ"أخبار24"، أن القضية لا تزال قيد النظر، بعد أن تم فعلياً مباشرة السير من خلال بدء الجلسات، ولم يُخفِ ثقته بعدالة القضاء، الذي طالما منح كل قضية حيزها الكافي من النظر، حتى بلوغ مرحلة إصابة الحقيقة، ليتسنى إنزال الأحكام على أساسٍ عادل ومدروس.
أما فيما يخص الدعوى –بحسب المحامي بن شفلوت- والمُتداول في الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تفاصيل الواقعة ومسبباتها وظروف ارتكابها وأغراضها، فنفى جميع ما يتم تناقله، واستدرك بالقول: "الكلام ينافي الحقيقة، ويحمل أهدافا مبطّنه لا تمت لإصابة الحقيقة بشيء"، مؤكداً سعيه هو وزملاء مهنته لإثبات ما يتناسب مع ما يُقام من دعاوى بشكل عام، حتى وإن كان في طياتها خبايا، قد يكون لها دور في مجريات الأحداث، داعياً في الوقت ذاته إلى التروي، وعدم استباق الأحداث في هذه القضية وغيرها من القضايا المنظورة لدى الجهات العدلية.
وكان أقارب المغدورة قد شرحوا في تصريحات سابقة لـ"أخبار 24"، ما شهده مسرح الجريمة، إذ أكدوا أن الزوج اعتدى على زوجته صباح ذلك اليوم، وبعد أن تلقى رسالة استدعاء من مركز الشرطة عاد للمنزل ووجدها عائدة من عملها فقام باستدراجها إلى المطبخ، وسدد لها طعنتين، أودتا بحياتها.