يحتفي العالم في 13 فبراير من كل عام باليوم العالمي للإذاعة وهو اليوم الذي أنشأت فيه الأمم المتحدة إذاعتها الرسمية عام 1946، وأقرته اليونسكو ليكون يومًا عالميًا للإذاعة، والذي جاء هذا العام تحت عنوان "الإذاعة والثقة".
ويعتبر أول انطلاق لصوت بشري عبر المذياع كان للكندي ريجينالد فسندن عام 1906، حتى بدأ الارسال الإذاعي من بيت غوليلمو ماركوني، إذ اتفق مع هيئة البريد البريطانية على تشغيل نظام للبث الإذاعي.
أول بث من عرفات
وانطلقت أول إذاعة رسمية للمملكة في عهد الملك عبد العزيز عام 1949، من خيمة للحجاج في جبل عرفات، والتي جاءت في البداية كفكرة من الملك سعود عندما كان وليًا للعهد.
واقتصرت في البداية على بث الأخبار الرسمية والدينية، وبعض الإنتاج الأدبي من الشعر والمقالات، ولا يتجاوز الإرسال أكثر من ثلاث ساعات يوميًا؛ فيما قامت فكرة الإذاعة قديمًا لغرض تزويد المؤسس بالمعلومات والأخبار من كافة المدن والمراكز السعودية، وانطلقت منذ توحيد المملكة عام 1932م.
وبدأ إنشاء الإذاعة عبر توقيع عقد مع شركة "انترناشيونال الكترونيك كوربوريش لتركيب نظام الإذاعة، إذ كان أول بث من استديوهات جدة، واستمرنقل البث من جبل هندي بمكة المكرمة لمدة 5 سنوات.
وجاء اول نظام راديو عرفته المملكة بهدف تزويد الملك عبدالعزيز بالمعلومات عن المراكز والمدن الداخلية والاخبار الخارجية، وخضعت الإذاعة في البدايات لإشراف نائب الملك في الحجاز الأمير فيصل بن عبد العزيز، فيما كان هاشم زواوي، صاحب أول صوت ينطلق بقراءة نشرة الاخبار.
استقلال الإذاعة
واستقلت الإذاعة بمرسوم ملكي تم إصداره عام 1955م؛ لتقع تحت رئاسة مجلس الوزراء، وكانت بداية تطورها عام 1964م؛ مع إنشاء مجمع ضخم للإرسال جنوب شرقي جدة، إذ ظل البث من إستديوهات جدة لمدة 16عام.
وتم إنشاء محطة بث جديدة في الرياض ليستمر البث فيها لمدة 16 ساعة يوميًا وبعدها بعام واحد تم إنشاء محطة الدمام، وفي عام 1979م تتم وحيد البث الإذاعي في جدة والرياض لمدة 20 ساعة يوميًا، ثم تم الفصل ليكون هناك إذاعة من جدة وأخرى من الرياض عام 1993م.
الرواد
وتخلد الإذاعة في ذاكرتها عدداً من الرواد منهم، عبدالله علي الزامل؛ وهو شاعر وإعلامي ومؤرخ ومن أوائل المشاركين في إعداد البرامج التلفزيونية والإذاعية، وأحد مؤسسي الصفحات المعنية بالفنون الشعبية في الصحافة السعودية، ومهتم بإعداد البرامج ذات الطابع الشعبي.
ويعتبر أمين سالم رويجي، من جيل الرواد ، وهو كاتب وإعلامي سعودي؛ اشتهر بتقديم برامج الأطفال على تلفزيون جدة وعُرف ب"بابا أمين"، كما عرف بكتاباته الاجتماعية الساخرة التي تتسم بالفكاهة والمرح.
الأصوات النسائية
و حفل تاريخ الإذاعة بأصوات نسائية لها وقعها الإعلامي في أذهان المتلقين؛ ومنهم: المذيعة نجدية الحجيلان؛ التي كانت أول صوت إذاعي نسائي ينطلق عبر الإذاعة في مطلع الستينيات، وقامت بتقديم برنامج "البيت السعيد"، وبرنامج "صباح الخير"، كما قامت بعمل المونتاج للبرامج الأجنبية.
وتأتي فاتنة شاكر؛ وهي أكاديمية وإعلامية وتعتبر من أوائل الذين انضموا إلى الإذاعة السعودية، وأسماء زعزوع؛ التي انضمت إلى الإذاعة عام 1962م؛ كأول سعودية تقدم برامج أطفال عبر الإذاعة.
برامج وذكريات
وقدمت الإذاعة عددا من البرامج التي تركت أثرًا في نفوس المواطنين السعوديين وما زالت محفورة في ذاكرتهم وأشهرها: برنامج ماما أسماء، وطريق النور، وبرنامج تحية وسلام، والأرض الطيبة، وبرنامج الأطفال.