close menu

سعوديات يكسرن "بروتوكول" سباقات الخيل العالمية.. "التراث" بدلاً عن "البرنيطة"

سعوديات يكسرن "بروتوكول" سباقات الخيل العالمية.. "التراث" بدلاً عن "البرنيطة"

في سباقات الخيل العالمية، وهذا من باب البروتكول، يجب على الحضور، الالتزام بزيٍ يتناسب مع تلك المحافل. فالرجل يجب عليه ارتداء سترة طويلة، مع قبعة "برنيطة"، والمرأة كذلك، مع ضرورة ارتداء أغلى ما تملك من فساتين، وحُلي، ومجوهرات، وما يُشابه مما غلا ثمنه.

في السعودية، الأمر يختلف بالمُطلق. فقد كسرت سعوديات، يعملن في تصميم الأزياء ذلك المفهوم العالمي، وفرضن ثقافة وتاريخ وموروث بلادهن، على مثل تلك المناسبات، التي في أغلبها ما تكون مناسبات دولية.

فقد استبدلت مصممات سعوديات، تلك الأزياء، بالأزياء التراثية الوطنية، خلال بطولة "كأس السعودية 2023" في نسخته الرابعة، ولفتت تلك الأزياء، أنظار الحضور، لاسيما أنها لا تملك أختام أكبر دور العرض العالمية، إنما كانت نابعة من عمل أنامل شابات سعوديات، حرصن على توظيف ماضي ومستقبل بلادهن، في مثل هذه المناسبة العالمية، لاستغلالها في تسليط الضوء على ما يملكن من مواهب، وقبل ذلك ما تملك بلادهن من موروث عريق، يُشار إليه بالبنان.

وبينما برز أكثر من 100 تصميم، يختصر كل واحد منها، إلهاما معينا خالج شابة سعودية، كانت المصصمة السعودية، سميرة العتيبي، الحائزة على جائزة "الأزياء" المقدمة من وزارة الثقافة عام 2023، حديث الحضور، وذلك من خلال تصميمها زيا، مستوحى من السجاد الشرقي "الإسلامي"، الذي يرمز لهوية الشرق الأوسط، وما تتمتع به المنطقة من خصوصية في الأزياء النسائية، ويصفه البعض بـ"زي كرم الضيافة"، النابع من التراث الخالص للمنطقة، ويُحاك بطريقة يدوية، تعتمد على دمج النسيج يدوياً، ويتجاوز الأمر الأزياء، ليصل إلى السجاد، الذي تستخدمه معظم المنازل السعودية، في تعبير عن "التراث المستمر".

ولم تبتعد المصممة ريهام نصير، عن الجمال الذي أدخلته زميلتها سميرة العتيبي لهذا المحفل، ورغم اعتمادها على اللون الأبيض في تصميمها، الذي يُحاكي الصفاء والسلام والنقاء، إلا أنها وضعت بعضاً من البصمات التي تحكي عن التاريخ الثري، ذي الجذور العميقة، واستوحت فنون النقش البارزة على "قصر المصمك"، وطرزتها بلمسات تتناسب مع فنون العمارة النجدية، وكانت تلك التصاميم ملفته في البطولة التي يشهدها المهتمون بالفروسية من مختلف أرجاء العالم.

ولم يتوقف إبداع أنامل السعوديات عند هذا الحد، بل أخذ تصميم "الفتاة المتفتحة" الذي أخذ حقه من لفت الأنظار، وترك علامات استفهام كثيرة، الأمر الذي زاد الفضول لدى الحضور، لمعرفة سبب تسميته بهذا الاسم، وهو النابع من إلهام المصممة هالة الغرباوي، التي سعت من خلاله لمحاكاة تنوع الثقافة الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية، ومناطقها التي تتفرد بخصوصيتها عن غيرها، إذ عمدت إلى توظيف الزهور بمقابل طبيعة الجبال التي تشتهر بها المنطقة الجنوبية من المملكة.

 

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات