close menu

أيها "الفاسدون".. أما آنَ لكم أن "تعتبروا"

أيها "الفاسدون".. أما آنَ لكم أن "تعتبروا"
المصدر:
أخبار 24

عندما قطع ذات يوم، وفي لقاءٍ متلفز، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وعداً أمام الملأ، وعلى مرأى ومسمع الشعب، أنه "لن ينجو أي شخص، دخل في قضية فساد، سواءً كان أميراً أو وزيراً أو أياً كان.. كل مَن تتوفر عليه الأدلة الكافية، سيُحاسب"؛ لم يكُن ذلك من باب تمرير المفردات، أو الاستعراض، أو تخدير الشارع، أو مُحاباةً للمواطن، على حساب المسؤول أياً كان منصبه أو صفته الاعتبارية.

لا بطبيعة الحال. إنما كان ذلك إشارةً لمنهجية حملها ولي العهد على عاتقه، ليس من باب التجمّل، أو لأجل الخروج بمظهر السياسي الناجح، بل من أجل بناء وطن بمجتمع مزدهر، يخلو من الفساد والفاسدين، إلى حدٍ معقول.

وهذا ما تحقق على الأرض، وبشكلٍ عملي، حتى أن كثيراً من دول الإقليم، بل والعالم، أطرت على عملية ولي العهد، والتي شبهها البعض بـ"تنظيف السُلّم من الأعلى إلى الأسفل"، وليس العكس. وهذا يُمكن استنباطه من التحذير من أن يد الحساب ستطال كل من يثبت عليه الفساد، "أميراً كان أو وزيرًا"، ونزولاً إلى الأسفل.

وحتى على صعيد المجتمعات، فقد تلقف الكثير منها هذه الفكرة التي تحارب الفساد. وربما البعض لم يفهم أنها جزء من مشروع إصلاحي كبير، لذا كانت نظرته حول محاربة هذه الآفة فقط، وهذا بحد ذاته أمرٌ إيجابي.

يصدح حسب ما تم تسريبه مواطن لبناني في مطار رفيق الحريري في العاصمة بيروت "والله بدنا واحد متل محمد بن سلمان ينظف هالبلد". وتتبنى مجموعة من الناشطين في العراق، فكرة تحويل أحد قصور صدام حسين، إلى "ريتز بغداد"، ارتباطاً بفندق الريتز في الرياض، الذي شهد أكبر عملية تطهير شهدتها المملكة في تاريخها، وكان عرابها، ولي العهد.

وبما أن الشيء بالشيء يُذكر، فقد تم بناء هذا التقرير على أساس، تساؤل عريض، موجّه للفاسدين، وذلك انبثاقاً، من كشف هيئة الرقابة ومكافحة الفساد البارحة، عن عملية فساد اشترك بها مسؤولان دبلوماسيان سابقان، عملا في سفارة المملكة ببنجلاديش.

قالت الهيئة "إن الفساد لا يسقط بالتقادم". بمعنى أنه حتى لو غادر الفرد منصبه ووظيفته، وأصبحت الوظيفة ضرباً من الماضي، فإن يد الحساب ستطاله مثله مثل أي فاسد لا يزال باقياً على رأس العمل، ولا يزال يمارس هذه الممارسة المقيتة.

لذا كان السؤال مشروعاً، بل ومُحرّضاً على طرحه، بعد كل ذلك، والحديث موجّهٌ لـ"الفاسدين".. أما آنَ لكم أن "تعتبروا".! متى يمكن لهم الفهم، أنهم أمام مشروع دولة عرّابه محمد بن سلمان، وهو الرجل الذي وضع الأمور في نصابها، وحمل راية بناء وطن، لن يتمكنوا من القفز عليه، والاستفادة منه، سواء كنتم، سابقين.. أو لاحقين. متى يُمكن لهم أن يستوعبوا.!

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات