حين كان يترأس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"، أعتى صحف المنطقة العربية وأعرقها؛ لم يكتفِ بذلك، ويبقى وراء مكتبه؛ لينتهي به الأمر بإجازة الصفحات والأخبار والتقارير اليومية، إنما، حمل سـلاح الكلمة، مدافعاً عن وطنه على الدوام، وفي كل المحافل، المحلية والدولية، فقد عرف عنه مداخلاته الفضائية التي في غالبها "ساخن" إن لم يُكن "نارياً"، ذائداً ومدافعاً عن وطنه. ومن يعرفه عن قرب، يلامس وطنيته ذات الطراز الرفيع، والتي تُنحي ما عرف عنه من هدوء وروية جانباً؛ ليتحول إلى عكس ذلك؛ ما إذا اقترب الأمر صوب وطنه.
سلمان بن يوسف الدوسري، الذي أصبح وزيراً اعتباراً من اليوم تسلسل في العمل الإعلامي، وانطلق من المنطقة الشرقية، ونشط ما بين تلك المنطقة، ومملكة البحرين، في تغطية الأحداث والمناسبات والمؤتمرات، إلى أن بزغ نجمه، وأصبح ضمن أهم الصحافيين في المنطقة؛ نظير اندفاعه وحماسه، وقدرته على التميز في صناعة الخبر والقصص الصحافية.
فقد سال حبر الدوسري على صفحات مطبوعات المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام قبل 18 عاماً، وامتطى صهوة جواده في الصحافة السعودية، راسماً لذاته خطاً يُنبئ عن صحافي مسؤول، ومضى في مشواره حتى صدور تعيينه في ديسمبر 2009 مساعداً لتحرير صحيفة "الشرق الأوسط"، في العاصمة البريطانية لندن، وعاد مرةً أخرى بعد أن ساقته الأقدار إلى عاصمة بلاده الرياض، بعد تعيينه رئيساً لتحرير صحيفة "الاقتصادية" في أكتوبر 2011؛ ليحمل حقائبه عائداً إلى عاصمة الضباب لندن، بعد صدور قرار تعيينه رئيساً لتحرير صحيفة "الشرق الأوسط" في يوليو 2014.
وكان الدوسري قد أجرى عدداً من الحوارات مع زعماء ومسؤولين، بينهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ويوسف بن علوي بن عبدالله وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني، والشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية البحريني، والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، والشيخ خالد بن حمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني.
الوزير الدوسري؛ ذو علاقات واسعة في الأوساط الصحافية السعودية والخليجية والعربية، وعرف عنه الاتزان ومحبة الجميع، ساقه القدر اليوم الأحد الخامس من مارس 2023، أن يحمل مسؤوليةً هو كفؤٌ لها، بعد صدور أمر ملكي يقضي بتعيينه وزيراً للإعلام، وهي الحقيبة الوزارية المعروف عنها أنها "عاصفة"، والأمل يحدوه – وهذا بالتأكيد لمن يعرفه مهنيته – أن يصنع الفرق في هذه الوزارة، التي مر عليها كبار رجالات الدولة فيما مضى.
وسواءً أصبح الدوسري وزيراً أم لم يُصبح، فتدوينته الشهيرة "أمدح وطني ويشتموني.. أفضل مليون مرة من أن أشتم وطني ويمدحوني"؛ تكفي عن مشوارٍ كامل؛ لامتلاكها كثيراً من المعاني، الإنسانية والوطنية والأخلاقية، التي بطبيعة الحال؛ لا تصدر عن شخصٍ عادي، بل شخص مولع ببلاده وقادتها وتفاصيلها الدقيقة .