close menu

"أخو نورة".. "النخوة" التي "أسست وطن"

"أخو نورة".. "النخوة" التي "أسست وطن"
المصدر:
أخبار 24

في السعودية؛ المرأة منذ الأزل عبارة عن مصدر للفخر. حتى وإنْ حاول البعض التقليل من شأنها، ووضعها في خانة "خدمية"، بمعنى أنها يجب أن تكرس حياتها للحمل والولادة، والتربية، إلا أن ذلك لا يعيب، ولكن في مجمل القول، هي لم تُخلق فقط لذلك، لأن الفطرة الإلهية، قسمت الحياة على اثنين.

والأمثلة على الفخر بالمرأة كُثر، لدى العرب منذ آلاف السنين. إنما الحديث هنا محصور في المملكة العربية السعودية، هذا الوطن العظيم، الذي كان مؤسسه رحمه الله، يقاسم أخته كل شيءٍ في الحياة، بما في ذلك الحروب والمعارك، عبر اعتزازه بها، واستخدام اسمها في "النخوة" ليدُب الرعب في قلوب الخصوم ومناهضي مشروع الدولة.

وعرف استخدام نخوة "أخو نورة" منذ عهد المؤسس، ولا تزال تستخدم في أروقة الحكم السعودي، بل إنها أسهمت بشكلٍ واضح، باعتزاز أبناء المجتمع بأخواتهم، في شكلٍ من أشكال الموروث، الذي تركه الملك عبد العزيز للأبناء والأحفاد، من عموم السعوديين.

واليوم، الذي يصادف يوم المرأة العالمي، يعتبر نافذةً لاستذكار ماضي وجود المرأة التي شاركت في رسم تاريخ هذه البلاد. وتأتي الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود، كبرى شقيقات الملك المؤسس، التي يعرف عنها حسب الروايات أنها كاتمة أسراره، والمؤتمنة على كثير من الشؤون الاجتماعية، وبعض الأمور الخاصة بشؤون الأسرة، نبراساً في التاريخ السعودي، ولم يقِل دورها عن دور الرجل.

ومعروفٌ عن الأميرة نورة أنها شهدت سقوط الدولة السعودية الثانية عام 1309هـ وهي في السابعة عشرة من عمرها، ما عرضها لمزيد من المآسي التي خلفتها تلك الحادثة، وشهدت بناء الدولة السعودية الثالثة وتوحيدها على يد شقيقها، ما أسهم في صقل شخصيتها، من النواحي السياسية والاجتماعية.

وهذا ما دفع الأميرة نورة لأن تستوعب مع الوقت، أن التشظي من شأنه جلب الخراب والدمار؛ وأن التماسك والوحدة بحاجة إلى بيتٍ قوي، وقد شكل ذلك العمق شخصيتها، التي تحولت من خلالها إلى سيدة مجتمع نافذة، ذات كلمة مسموعة، في القصر وفي أوساط الناس.

واعتاد الملك عبد العزيز زيارة شقيقته نورة ظهر كل يوم، في منزلها الواقع بشارع الثميري "أحد أبرز شوارع مدينة الرياض القديمة"، وذلك لما لها من مكانةٍ رفيعة في نفسه، واستمرت هذه العادة من قبل الملك حتى بعد انتقالها إلى قصر الشمسية.

ما يُمكن استنباطه من بعض ما ذكر عن تاريخ الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وعلاقتها بشقيقها الذي أسس دولة شامخة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، أن المرأة في التاريخ السعودي تمتلك الحظوة والأهمية بدرجةٍ كبرى، تمكنها من أن تكون عنصراً مهماً في بناء المجتمعات وحتى الدول، شأنها شأن الرجل، وربما أكثر.

ويمكن استنتاج ذلك أيضاً، من خلال النظر إلى تاريخ شقيقة المؤسس، التي تحولت من "شاهدة على مأساة؛ إلى شاهدة على بناء وطن"؛ ما إذا ربطنا ذلك بسقوط الدولة السعودية الثانية، وبناء الثالثة. لذلك نرى أنها "حاضرة في ملاحم التاريخ؛ وإنْ كانت غائبة"، على الأقل؛ بالنخوة السعودية الملكية، التي لا تموت.. "أخو نورة".

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات