الوطن بلا "عَلَم" ليس بوطن. والعَلَم بلا "وطن" ليس بعَلَم. هذا قانونٌ طبيعي وبديهي. فهو الرمز للدولة. له أهميته الخاصة. يعبر عن السيادة والاستقلال؛ والهوية، والانتماء. وهو المظلة التي يستظل تحتها الجميع، من الملك، إلى أصغر مواطن.
والعلم السعودي ذو أهمية خاصة، لعدة أسباب. الأول: حمله الشهادتين، كرمزية عن الدين الإسلامي. وهذا ما خلق ارتباطا وجدانيا مع العلم في نفوس السعوديين. والثاني: السيف، كنايةً عن العدل والشجاعة. والسيف للعلم، تم إضافته بناء على أمر من الملك عبد العزيز "المؤسس" عام 1902.
وبالنظر لمسيرة تشكل العلم في المملكة، يمكن اكتشاف أن ذلك، لم يكن وليد صدفة، أو فكرة، إنما نتاجُ دولة، عمرها فاق ثلاث مائة عام. وقد مرّ عدد من المراحل على تغييره، لكنه احتفظ باللون الأخضر والأبيض.
وبالنظر للأمر الملكي الصادر باعتبار يوم (11 مارس من كل عام)؛ يوماً للعلم، فمن الضروري استنتاج أنه يتضمن كثيرا من المعاني المهمة، أبرزها تعزيز الوطنية في نفوس الشعب السعودي، ومن ثم، خلق مساحة للاعتزاز، بوطنٍ بقي شامخاً لأكثر من ثلاث مائة عام، اعتماداً على تضحيات الرجال، وليس على النفط، كما يتصور البعض.
وقد اتخذت الدولة مؤخراً قرارات مشابهة، تهدف للحمة الوطنية المبنية على أن يكون الوطن رافعةً يستند عليها الجميع، حاكمًا ومحكومًا، أميراً أو وزيرًا أو غفيرًا. الجميع متساوون تحت هذا الشعار.
وكان قرار الاحتفال بيوم التأسيس، الصادر بأمرٍ ملكي، في مطلع العام 2022، بمثابة خطوة للأمام، إذ أعاد ارتباط التاريخ بعضه ببعض، وهو ما يسهم في مزيد من الرفعة التاريخية التي تنعكس على الحاضر والمستقبل. وهو من الناحية الوطنية أشبه بقرار تخصيص يوم للعلم. وحتى النشيد الوطني السعودي، تحتوي سطوره على ذكرى العلم "عاش الملك.. للعلم.. والوطن".
ويمكن الإشارة إلى وجود اختلاف طفيف في العلم السعودي، المرفوع في الدولة، والمرفوع في مكتب الملك، إذ يحتوي الأخير في زاويته العلوية، شعار "السيفين والنخلة"، وهو العلم الخاص بالقيادة، أو الخاص بالرجل الأول في الدولة.
ولا يمكن الحديث عن أهمية العلم، دون استذكار عدد من المواقف التي صدرت عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو الذي يعتبر نبراساً في التاريخ والوطنية والإخلاص لهذه الدولة العظيمة، حين همّ أكثر من مرّة، بتقبيل العلم، وذرف دموعه، وهذه أقصى حالات حب الوطن، التي كرسها الملك والد الجميع في أكثر من موقف ومناسبة.
والمستخلص بعد كل ذلك، أن العلم بالنسبة للسعوديين، ليس قطعة قماش، إنما رمزٌ كبيرٌ لوحدة الأوطان، وتنمية الإنسان. في السعودية، لدينا براهين كُثر على عشق؛ مملكةٍ هي لنا جميعاً "سيدة الأوطان"، ودليل حبها الأهم.. "دمعة سلمان".