يقول أحد الأمثال الدارجة في السعودية، وفي نجد على وجه الخصوص "الزبيدي لوليدي والخلاسي لرأسي"، والمعنيّ بذلك أنواع الفقع الذي يعتبر "الزبيدي" أشهرها وأغلاها ثمناً، ولوليدي أي "لابني"، و"الخلاسي"، وهو أقسى الأنواع لكنه ألذها طعماً.
لكن أن يصل هذا المثل إلى كولومبيا؛ فهذا بيت القصيد. وفي التفاصيل، فقد جذب مهرجان الفقع بنسخته الثانية، سائحةً كولومبية، عبرت عن اندهاشها بالانفتاح الذي تعيشه المملكة، واعتبرته فرصةً لأن يطلع الجميع على ثقافة السعودية العريقة، بما تكتنزه من موروثٍ بديع في كل التفاصيل.
وتجولت السيدة في أزقة المهرجان، وأبدت إعجابها بالشعب السعودي، الذي أثنت عليه في إطار حديثٍ لها مع "أخبار24"؛ قائلةً إنه "شعب مُرحب؛ ومضياف؛ ورائع". ولم تستطع إخفاء انبهارها ببعض المدن السعودية التي زارتها، إذ قالت: "زرت مدائن صالح، والعلا، والطائف، وجدة ومناطق أخرى. لقد شاهدت جمال البلد. إنها فرصة رائعة وعظيمة للاطلاع على الثقافة السعودية. وحتى المطبخ السعودي بالمناسبة؛ وجدت أنه رائع بعد اكتشافه. تذوقت طبق الفقع التاريخي، ومن شدة إعجابي به، سأحاول أن أتعلم طبخه".
وعلى صعيد المهرجان، فقد شهد بعض التغيير هذا الموسم، حيث ازدادت نسبة النساء المهتمات؛ وشهد إقبالا من بعض السائحين القادمين من بعض الدول، وذلك للاطلاع على هذا السوق، الذي يفتح ذراعيه لإبراز أحد أوجه الثقافة السعودية.
ويهدف المهرجان إلى تعزيز التراث الشعبي وفنون الطهي الوطنية، وتهيئة تجربة ثقافية مميزة للزوار، كما يتضمن عدداً من الفعاليات المصاحبة كـ"منطقة المزاد، ومنصة العارضين، ومعرض فني عن الفقع"؛ إلى جانب عروض موسيقية حية، وورش عمل، ومنطقة أطفال.
ويتميز "المعرض الفني" بمحتوياته المعلوماتية الغَنية، والتي تبدأ من مميزات الفقع المتمثلة في قيمته الغذائية العالية، وفوائده الطبية والصحية على الإنسان، وأنواعه المنقسمة إلى "الزبيدي والخلاسي والهوبر والجبأ"، ودورة حياته التي تبدأ من شهر يناير، إلى حين نضوجه كاملاً في شهر ديسمبر.
ويأتي مهرجان الفقع بصفته إحدى الفعاليات المخصصة للاحتفاء بتراث فنون الطهي بالمملكة، والتي تهدف إلى إعادة إحياء القيمة التاريخية والثقافية والتراث الشعبي وتعزيزها لدى المجتمع، ويعرض أحدث الابتكارات السعودية في مجال فنون الطهي، مع ما يتضمنه ذلك من خلق وتهيئة بيئة شاملة، تُلهم التواصل البشري عبر القوة العالمية للغذاء، وخلق منصات تُمكّن الطهاة من مواصلة تطوير مهاراتهم في فنون وتطوير المطبخ السعودي.
"الزبيدي لوليدي والخلاسي لرأسي".. مَثَل سعودي يُعنى بـ #الفقع يتخطى الحدود لـ #كولومبيا
— أخبار 24 (@Akhbaar24) March 12, 2023
تصوير: أثير وليد https://t.co/CDG5DOJDEK pic.twitter.com/mff56QgdzZ