لم يتصور المتسابق الباكستاني عبدالرشيد بن عبدالرزاق، أن تسلقه لأكتاف والده، وتجوله به وسط طرقات قريته احتفاء بأول فوز له في المسابقات المحلية، سيقوده إلى أكبر تنافس عالمي في القرآن والأذان بالعاصمة الرياض، بعد عقدين من ذلك التكريم الذي لا يزال يستمد منه قوته، ويعتبره الحافز الأول لكل إنجاز في حياته.
وسجل المتسابق عبدالرشيد حضوره في المسابقات الدينية منذ صغره، إذ اشترك في منافسات فئة الأذان لحلقة اليوم من برنامج عطر الكلام، إحدى مبادرات الهيئة العامة للترفيه، وبدأ أذانه بمقامات وطبقات متعددة لامست قلوب المشاهدين، ومنحتهم شعورًا أسهم في رسم الجمال بأسماعهم، والتأثير في نفوسهم عبر مجموعة من الأداءات الروحانية الخاشعة.
ونافس عبدالرشيد في الأذان المتسابق الإماراتي حميد الرئيسي، الذي عمل في رفع الأذان منذ سن مبكرة، وتدرج في دراسة مقاماته وطبقاته، حتى استطاع المرور إلى المرحلة التالية أمام منافسه، بفضل أدائه المتقن الذي منحه الأفضلية لدى لجنة تحكيم المسابقة.
وفي فئة التلاوة من حلقة اليوم، التي تُعَدّ الأخيرة بالمرحلة الحالية للمسابقة، تأهل القارئ المغربي عبدالله الدغري على حساب نظيره الأمريكي من أصل صومالي أحمد علي، لتكتمل بذلك أعداد المتأهلين لنصف نهائي المسابقة بثمانية متسابقين للتلاوة، ومثلهم للأذان.
وتُعَدّ مسابقة "عطر الكلام" أول مبادرة على مستوى العالم لتنظيم مسابقة مشتركة بين التلاوة والأذان في وقت واحد، ونجحت خلال نسختها الأولى في جذب نخبة من القراء والمؤذنين المميزين من جميع أنحاء العالم، مما يؤكد ريادة المملكة في إطلاق المسابقات النوعية، ودعمها لأصحاب المواهب في مختلف المجالات.