كتاب التقاليد الموروثة في المملكة على اختلاف عادات مناطقها الشاسعة، يمتلئ بكثير من شواهد الفرح، المصنوع تارةً من لا شيء، وأخرى من أبسط المقومات.
وأبرز تلك الشواهد، ما يسمى بـ"حوامة العيد". ومفردة حوامة تنحدر من الوصف الشعبي لـ"التجول"؛ إذ يُسمى في قواميس القدامى من يشتهر بالحركة في الأزقة والحارات بـ"الحائم"، أو كما يُقال "يحومُ فلان في تلك المنطقة". لذا جاءت هذه التسمية.
و"حوامة العيد"، هي ليلة غالباً ما تكون في أواخر شهر رمضان وتحديداً ليلة الـ29، يجتمع فيها الأطفال للبحث عن هدايا متواضعة للغاية، لا تتجاوز علبةً من الشوكولاتة أو أحد أنواع الحلويات والمكسرات، من خلال الطرق على أبواب المنازل، لا سيما تلك التي زيّن النساء مداخلها وردهاتها بالأنوار والزينة الخاصة بشهر رمضان.
ويردد الأطفال خلال تجولهم "عطونا عيدي.. عادت عليكم". لكن سرعان ما يمكن أن ينقلب الأطفال وبشكلٍ جماعي – وهذا من باب الطرفة – في حال رفض إعطائهم "الحلويات"، ليتم ترديد "لا عادت عليكم.. جعل الفقر يجيكم".
الجوهرة المطيري، وهي إحدى سكان حي السويدي في الرياض، تروي لـ"أخبار24" بعضاً من ذكرياتها بخصوص هذه العادة. تقول "هذه الفعالية تزرع الفرح في نفوس الأطفال. هي موروث عريق يبهج الجميع. كنا نستعد لهذه الليلة قديماً بتجهيز الحلويات وبعض من المال، وحين يأتي الأطفال في منتصف الليل، مرددين الأهازيج، نمنحهم تلك الأشياء التي ترسم الفرحة على مُحياهم. لكننا في الحقيقة كنا نخشى توحدهم في ترديد جملة "لا عاد عيدكم جعل الفقر يجيكم". كنا نحب ونحرص على مشاركتهم الفرحة في هذه المناسبة السنوية".
ومع الوقت، ومن منطلق الحرص على هذه المناسبة، باتت بعض الأسر، تقوم بحجز عربات خاصة بالأكل، للمشاركة في "حوامة العيد"، بعد اتفاق أهالي الحي، على ضرورة مشاركة جميع الأطفال في تلك الفعالية، التي ما أن يفرغ منها الجميع، إلا وتجتمع نساء الحي لدى إحداهن في منزلها، لتبادل القصص والأحداث التي قد يكون الأطفال افتعلوها".
"حوامة #العيد".. فرحة #أطفال "الحداثة" بما تبقى من موروث "جيل الطيبين"
تصوير: صفية الصفارhttps://t.co/1Q0XLaqCvP pic.twitter.com/vhAYpBZG3P— أخبار 24 (@Akhbaar24) March 31, 2023