close menu

مديرة سجن بريمان: جدة الأولى في عدد السجينات والسعوديات 1 %

مديرة سجن بريمان: جدة الأولى في عدد السجينات والسعوديات 1 %
المصدر:
الاقتصادية

السجون النسائية في المملكة أصبحت اليوم ورش عمل لا تهدأ، حيث انخرط العديد من النزيلات في برامج إصلاحية، ومهن يدوية تؤهل النزيلة لحرف يدوية تساعدها بعد قضاء محكوميتها.

وانتهجت المؤسسات الإصلاحية في المملكة عدداً من البرامج والوسائل التأهيلية التي تكفل إعادة دمج السجينة، التي ارتكبت جنحة قادتها للسجن أياً كانت الأسباب، ودخلت السجون السعودية، في تكثيف الدورات وممارسة بعض المهن بهدف إعادة المحكوم عليها للمجتمع من جديد دون أن تشعر بعدم قبول المجتمع لها وهو ما يحقق رسالة السجن كمؤسسة إصلاحية وتأهيلية.

''الاقتصادية'' تجولت ميدانيا داخل سجن النساء في جدة، حيث أكدت فوزية عباس مديرة عام سجن بريمان في جدة في حديث لـ ''الاقتصادية '' أن جدة تحتل المرتبة الأولى في عدد النزيلات من مختلف الجنسيات مقارنة بباقي سجون المملكة، في حين لا تتجاوز نسبة السعوديات 1 في المائة من مجموع نزيلات السجن، وقالت ''إن السجون النسائية في المملكة قائمة على النزيلات الوافدات وهو ما يخالف سجون العالم التي تكون رعاياها النسبة الكبرى في سجونها.

''وأرجعت ذلك إلى قوة الوازع الديني والعادات التي تعد السبب الرئيس في قلة عدد السعوديات في السجون.

لا فوارق وأوضحت عباس أنه لا توجد أي فوارق في التعامل بين جميع النزيلات حيث تقدم جميع الخدمات والبرامج لجميع النزيلات بعض النظر عن الجنسية، حيث يصرف راتب شهري لكل سجينة قدره 150 ريالا لمختلف جنسياتهن.

ولا تكلف أي سجينة بالعمل خارج نطاق محيطها في العنبر. وفيما يخصها، فهناك مطابخ خاصة للسجون لتقديم ثلاث وجبات يومية وفي أوقات محددة، يشرف عليها إخصا

وحول البرامج التدريبية والتأهليلية أشارت مديرة سجن بريمان في جدة إلى أربعة برامج تدريبية وتعليمية وتوعوية وتطويرية تقدمها السجون وتكون اختيارية للنزيلة، فهناك محو أمية تدرس المناهج السعودية للصف السادس في السجن، والمراحل العلوية يكون بتقديم طلب للالتحاق بالمسيرة التعليمية ومخاطبة إدارة التعليم لإكمال الدراسة وتشمل جميع المراحل ''المتوسطة والثانوية والجامعية والماجستير'' إضافة إلى الدورات التدريبية المهنية المقدمة من المعهد التقني والمهني قسم إدارة التعليم المشترك إدارة مستقلة حديثة تضم عددا من دورات ''الحاسب الآلي ، والخياطة التي يندرج تحتها عدد من الدورات مثل الطباعة والصباغة والخياطة والتطريز والتجميل'' خصصت لها ميزانية من قبل الدولة لتوفير جميع مستلزمات الدورة من الأجهزة والخامات والمدربات المؤهلات لتدريب نزيلات السجون في المملكة ومنح كل سجينة شهادة من المعهد المهني والتقني لا يكتب فيها سجينة، أسوة بشهادات المعهد التقني والمهني، بغرض اكتساب كل نزيلة مهنة تكون لها سندا بعد خروجها من السجن.

وقالت '' إنه إضافة إلى ما يقدم فإن هناك دورات تطويرية مثل دورة تطوير الذات التي تعد من أفضل الدورات على الصعيد النفسي حيث كانت لها انعكاسات إيجابية على نزيلات السجون لتعزيز الثقة والقدرة على مواجهة المجتعمع الذي مع الأسف في كثير من الحالات يكون رافضا لهذة الفئات من المجتمع خاصة عند رفض عدد من الأهالي تسلّم ذويهم من السجن، مما جعلتنا حريصين على إقامة مثل هذة الدورات التي تقدّم من قبل إخصائية نفسية من الجمعيات الخيرية المتعاونة مع السجن، إضافة إلى محاضرات يومية على مدار الأسبوع، وتوفير داعيات متحدثات بعدد من اللغات ''الهندية، والصومالية والإنجليزية، والإندونيسية '' بحسب لغات النزيلات ، بالتعاون مع مركز توعية الجاليات.

وعززت عباس أهمية جميع البرامج التدريبية المقدمة للنزيلات باطلاع مبدعات مهنيات جاهزات لخوض حياة عملية جديدة خارج السجن، حيث تم تأهيل 30 نزيلة سعودية مبدعة في أعمال منتجات مهنية لاقت رواجا في المعارض التي تمت المشاركة فيها خارج السجن، وأضافت ''نحرص نحن كإدارة على إلحاق النزيلات بالدورات التاهيلية وتقديم حوافز تشجيعية لهن، كزيادة ساعات الاتصال بذويهن إضافة إلى هدايا مختلفة.

يأتي ذلك لحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على مساعدة النزيلات على الالتحاق بمختلف المراحل التعليمية والمهنية لمساعدتهن على الحياة خارج السجن وتأهيلهن لها''.

تحفيظ القرآن الكريم

وشددت على أهمية حلقات تحفيط القرآن اليومية داخل العنابر حيث تخصص نزيلة يتم اختيارها من قبل مشرفة التحفيط، لحفط القرآن الكريم الذي يعمل على تخفيف محكومية النزيلة صاحبة الحق الخاص وفق للقرار الملكي الذي ينص على خفض محكومية من يحفط أجزاء معينة من القرآن الكريم.

ولفتت إلى أن القرآن الكريم أكبر مهذب نفسي للنزيلة وخاصة أن السبب الرئيس في أي انحراف أخلاقي أو إجرام يكون ضعفا في الوازع الديني.

من جانبها، أكدت فايزة الطخيمي مشرفة التحفيظ في سجن بريمان أن القرآن كان له وقع كبير عند النزيلات المسلمات وغير المسلمات على وجه الخصوص، فقد أسلمت ثماني نزيلات خلال عام واحد أغلبهن كان نتيجة التعامل الحسن الذي ينتهجه ديننا الحنيف، إلى جانب الراحة النفسية عند سماعهن لآيات الذكر الحكيم، حيث عمد بعضهن إلى حفظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم في وقت قياسي.

الحقوقية قليلة

وفيما يخص تعامل النزيلات أوضحت عباس أن احترام النزيلة والتعامل الحسن أفضل أسلوب لجميع النزيلات، فلله الحمد لم يشهد السجن أي ردات فعل سيئة من قبل النزيلات، فالرقي بالعامل والاحترام منهج التعامل في السجن، حيث نحرص على تعزيز ذلك لدى ملاحظات السجون.

وحول تأثير دمج نزيلات القضايا الحقوقية مع صاحبات القضايا الأخرى في العنبر ذاته في سلوكيات النزيلات، أوضحت أن صاحبات القضايا الحقوقية قليلات جدا وعادة ما تسعى الجهات الخيرية إلى السداد لإخراجهن، عبر تواصل إدارة السجون مع فاعلي خير لسداد الدين فلا تتجاوز إقامتهن في السجن السنة، فمن الصعب تخصيص عنابر خاصة لهن.

العناية الصحية

وحول العناية الصحية في السجن أوضحت أن هناك مستوصفا داخل السجن بكوادر طبية متكاملة ''طبيبة نساء وولادة، وطبيب عام، وجلدية وباطنية '' يتم عمل فحوص وتحاليل من اليوم الأول لدخول النزيلة وعمل ملف صحي لها ومتابعته بشكل دوري.

ويتم تحويل الحالات المرضية التي تحتاج إلى تقنيات معينة إلى المستشفيات العامة، كما يتم تحويل الحامل للمتابعة في المستشفيات العامة في الأشهر الأخيرة من الحمل.

وفيما يخص المصابات بأمراض معدية، قالت: يخصص عنبر معين للمصابات بأمراض معدية من السعوديات. وفيما يخص الأجنبيات يتم الإسراع بإنهاء إجراءات ترحيلهن.

خيمة تراثية

وأشارت إلى أن السجن يقدم مهرجانات نصف سنوية للنزيلات، حيث تقام خيمة تراثية تحتوي على جميع الأغراض التراثية من الأكل التراثي والزي التراثي، وتستمر فعاليات المهرجان أسبوعا واحدا، تتم استضافة النزيلات لقضاء يوم بالخيمة منذ الساعات الأولى من الصباح إلى الساعة الثانية مع تقديم وجبة غداء، كل جنسية على حدة، مع داعية متحدثة باللغة نفسها لتوعية النزيلات وإطلاعهن على التراث السعودي.

مشاركة في الجنادرية

وبينت أن الجنادرية من أبرز المهرجانات التي تشارك فيها جميع سجون المملكة، حيث أوضحت إيمان يوسف مديرة سجن المدينة المنورة والمشرفة على المعرض في الجنادرية، أن تطور الدورات التي تقدمها السجون للنزيلات حقق نقلة نوعية في المنتجات، وجعل المعرض يتصدر المعارض المشاركة في المهرجان، ومحل اهتمام زوار الجنادرية الذين يفاجأون من تطور الإنتاج سنويا وإضافة منتجات جديدة، فقد ارتفعت إيردات المنتجات المشاركة في المعرض إلى 58 ألف ريال خلال مشاركتها في الجنادرية هذا العام.

البرنامج اليومي

ويبدأ البرنامج اليومي لنزيلات السجون من الساعة السادسة صباحا بتوزيع وجبات الإفطار ثم تتجه كل نزيلة للجات التي تنظر في قضيتها.

وتنطلق الدورات التدريبية الساعة الثامنة صباحا ممتدة إلى الساعة الثانية والنصف ظهرا. يتخللها وجبة الغداء الساعة الثانية ظهرا، وتبدأ المحاضرات الدينية في الساعة السابعة مساء.

وينتهي يوم النزيلة في الـ 12 مساء باستثناء العطلة الأسبوعية ''الأربعاء والخميس'' التي يسمح فيها بالسهر حتى الثانية بعد منتصف الليل.

وفيما يخص الفتيات التي لا تجد من يتسلّمها بعد انتهاء محكوميتها أشارت إلى أنه لاتوجد نزيلات بالسجن انتهت محكوميتهم، فقد يتم التواصل معهم من قبل الإخصائية الاجتماعية التي تعتبر صندوق أسرارهم، والمحاولة المستمرة عند عدم الاستجابة والتواصل مع ذويها لتسلّمها، حيث لا تسلّم النزيلة إلا إلى أشخاص يكفلون حمايتها.

نزيلات خلف قبضان الحديد

أجمع عدد من النزيلات التقتهن ''الاقتصادية'' في سجن بريمان خلال حفل تكريم خريجات دورة الصباغة والطباعة، أن الدورات التدريبية تعتبر بارقة الأمل وبداية حياة جديدة نستطيع بها مواجهة المجتمع، هذا ما وصفته النزيلة ''ن م'' التي تتابع رسالة الماجستير في الأدب الإنجليزي من داخل السجن التي قالت ''هذه البرامج بسمة عذبة ومستقبل جديد لنا، وتعتبر متنفسا لنا من ظلمة الحياة وفراق الأهل، ونبذل كل طاقاتنا لإنتاج أفضل المنتجات، خاصة بعد أن نلتمس المردود المادي من بيع المنتجات في المعارض''.

وبينت أن الدعم من قبل إدارة السجن ومديرة السجن بإصرارها على التحاقنا بالدورات للاستفادة منها مستقبلا.

وقالت النزيلة ''ف'' - أم لستة أطفال - أعمل جاهدة حتى أستطيع أن أنهض بأبنائي عند خروجي من السجن - بإذن الله - لأعوضهم عن كل ساعة فقدوني فيها، كانت هذة البرامج بمثابة بلسم ليضيء لنا بصيص نور لمواصلة حياتنا الخارجية، حيث بدأت الأفكار تأتيني عن كيفية الاستفادة من الدورات التي اكتسبتها في حياتي العملية، إضافة إلى دعم مديرة السجن النفسي وتعزيز الثقة بأنفسنا.

من جهتها، أكدت لبيبة الريمي مدربة الصباغة والطباعة من المعهد التقني قسم إدارة التعليم المشترك، أن إبداع النزيلات أفضل من متدربات المعهد التقني والمهني حيث يعملن على إبداع المنتجات وطرح أفكار جديدة حين يكون هناك عزوف من الالتحاق بالدورة تخوفا وحرجا من مواجهة المدربة، ولكن سرعان ما يزول مع مرور الأيام ليصبحن أكثر تعلقا بالدورة وحرصا على الحضور.

وبينت أن المعهد التقني يخصص أربع دورات موزعة بين سجن مكة المكرمة وجدة، تحدد الميزانية على حسب العدد الملتحق وعادة تكون 50 ألف ريال.

إخصائية

من جهة أخرى، أوضحت زينب الجهني الإخصائية الاجتماعية في السجن التي تعتبر صلة الوصل بين النزيلة وذويها، أنها بعد زرع الثقة تكون صندوق أسرار النزيلات.

وتضيف الجهني أن الخطة الأهم في خلق قناة التواصل مع النزيلة هو تعزيز الثقة، مبينة أن النزيلات عادة ما يلجأن للكذب في الجلسات الأولى لعدم الثقة، إلا أنهن يتجاوبن بعد التواصل الودي وثقتهن، ومن ثم تصبح الإخصائية الاجتماعية هي جهة الدفاع عن النزيلات أمام ذويهن.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات