حذرت منظمة الصحة العالمية، أمس (الأربعاء)، من أن حمى الضنك وأمراضاً أخرى تسببها فيروسات ينقلها البعوض، تنتشر بشكل أسرع وأوسع نطاقاً بسبب التغير المناخي.
وأشارت المنظمة إلى ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك وداء شيكونغونيا، متوقعة تفشي فيروس زيكا مجدداً في العالم، وهي الأمراض التي تتفشى بسبب فيروسات تنتقل عن طريق البعوض من جنس الزاعجة، ويُسمى بعوض النمر.
وقال منسق مبادرة منظمة الصحة العالمية لحمى الضنك والفيروسات رامان فيلايودان، خلال مؤتمر صحافي، إن تغير المناخ لعب دوراً رئيسياً في تسهيل انتشار نواقل البعوض.
ودعا فيلايودان إلى اتخاذ إجراءات سريعة للحد من انتشار البعوض، في مواجهة خطر تفشي المرض خارج مناطق انتقال العدوى التاريخية، وحث فيلايودان الدول على توخي الحذر للكشف عن انتشار المرض لتجنب أي تفشٍّ كبير.
وأفاد فيلايودان أن عدد الحالات ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، من نحو نصف مليون في عام 2000 إلى 5,2 مليون في عام 2019، وهو أسوأ عام على الإطلاق، مشيرًا إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن الحالات بشكل صحيح خلال جائحة كوفيد.
وفي الوقت نفسه، أكدت المسؤولة عن مكافحة فيروسي زيكا وشيكونغونيا في المنظمة، روخاس ألفاريس أن الإصابات بشيكونغونيا، التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن في 115 دولة منذ اكتشافها في خمسينيات القرن الماضي، تشهد ارتفاعاً كبيراً في منطقة الأميركتين، موضحة أنه جرى الإبلاغ عن نحو 135 ألف حالة في هذه المنطقة، مقارنة بـ50 ألفاً في النصف الأول من عام 2022.
وحذرت من أن هذا التفشي القوي في الأميركتين يمكن أن يشكل مؤشراً لما قد يكون عليه موسم الصيف المقبل في نصف الكرة الشمالي، مشيرة إلى أنه غالباً ما يسبب كلا المرضين أعراضاً خفيفة (الحمى وآلام الجسم والطفح الجلدي)، فيما يشعر معظم الأشخاص الذين يصابون بداء الشيكونغونيا بالأعراض لمدة أسبوع فقط، لكن 40% منهم يشعرون بالآثار لأشهر أو حتى سنوات.
ونبّهت روخاس ألفاريس من أن الشيكونغونيا يمكن أن يؤدي إلى إعاقة دائمة.