يعكف مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد، في مرحلته الثانية، على تجديد مسجد السعيدان في مدينة دومة الجندل بمنطقة الجوف، والذي يقوم على أسس تاريخية قديمة، جعلته أحد المساجد التي ضمها المشروع.
وسيعمل المشروع على تجديد المسجد وإطالة سلامته وحمايته من الأضرار، فضلاً عن زيادة مساحته من 179 م2، إلى أكثر من 202 م2، لتصل طاقته الاستيعابية إلى 68 مصلياً، وذلك بعد أن توقفت الصلاة فيه خلال الفترات الماضية.
وتُجرى أعمال تطوير المسجد على طراز المنطقة التراثي، باستخدام تقنيات البناء بالطين وتوظيف المواد الطبيعية، حيث يعد الطراز المعماري للمنطقة فريداً في فن العمارة، ويتميز بقدرته على التعامل مع البيئة المحلية والمناخ الصحراوي الحار.
كما سيعمل المشروع على معالجة العناصر والمكونات المعمارية للمسجد واستبدالها بعناصر تراثية، فيما سيُبقي المشروع على أهم ما يميز المسجد، مثل القناة المائية التي ترتبط بتكوينه، حيث يجاور إحدى الآبار القديمة، وتسمى "بئر أبا الجبال"، وله قناة محفورة ومسقوفة بالحجر، إضافة إلى درج يستخدم للنزول للمجرى المائي للوضوء.
ويُعد "السعيدان" أحد معالم دومة الجندل، وأقدم مساجد المدينة بعد مسجد عمر بن الخطاب، فضلاً عن كونه مقراً سابقاً لإقامة الجمعة والجماعة، كما أنه يُعد النواة الرئيسة في مكونات العمران وبناء الهوية المعمارية للمنطقة.
وبُني المسجد، الذي يتفرد عن البقية بكونه الوحيد الذي يحتوي على مواضئ، من قبل جماعة السعيدان، وتولى عطا الله السعيدان فيه مهام الإمامة والقضاء ببدايات العهد السعودي بتعيين من المؤسس الملك عبدالعزيز، كما كان المسجد مدرسة للقرآن الكريم على فترتين، أولاهما قبل الظهر، والثانية من بعد صلاة العصر إلى المغرب.