اقتحم المسلسل السعودي الرمضاني الشهير "طاش" في حلقة الليلة، عوالم ودهاليز تعاطي مادة "الشبو" المخدرة، والمعروفة علمياً باسم "ميثامفيتامين".
واستوحى فريق العمل الحلقة، التي عنونها بـ"شين باء واو" كرمزٍ لمادة الشبو المخدرة باختيار أحرفها، من قصةٍ حقيقية شهدتها المنطقة الشرقية العام 2022، بعد أن أقدم أحد الأشخاص على سكب مادة "البنزين"، وأضرم النار داخل منزله، ما قاد لوفاة 4 أشخاص من أسرته، في حادثةٍ هزت الرأي العام بالمنطقة الشرقية كافة، ومحافظة القطيف خاصة. وكشفت الجهات الأمنية بعد أيام، أنه جرى الاستدلال على أن الجاني كان تحت تأثير تعاطي مادة الشبو المخدرة.
وجسدت الحلقة وجود شاب لم يُقبل في الجامعة، وبدا عليه بعض التصرفات الخارجة عن الطبيعة، وقد تعرض منزل أسرته للحريق، وبعد فترة زمنية، تمكنت الجهات الأمنية من خلال متابعتها وبحثها، من اكتشاف أنه قام عمداً بإضرام النار بأسرته، بالإضافة إلى قتله لشقيقه عمداً، عبر ضربه بقطعة زجاجية قادت لوفاته ووالدته، وانتهى به الحال لقتل شقيقته الصغرى، ومن ثم والده.
وشارك "طاش العودة" الجهات الأمنية والصحية التوعية من هذه المادة "السامة"، في إطار دور الدراما، من خلال لفت انتباه الأسر لتصرفات الأبناء، والتحذير من الوقوع في شراك "المخدرات".
ولطالما نشط جهاز أمن الدولة، ووزارة الداخلية، ومكافحة المخدرات، والجهات الصحية، في تمرير رسائل توعوية للمجتمع، للتحذير من أخطار المخدرات بالعموم، ومن مادة "الشبو" على وجه الخصوص.
وتدخل المادة المخدرة في عائلة أدوية الأمفيتامين، وتُعرف بأسماء عدة، أشهرها "الثلج أو الكريستال ميث"، وهي مادة خطيرة جداً تسبب الإدمان، وتؤدي لمشاكل صحية جسدية وعقلية مزمنة.
ويصعب على مدمن مادة "الشبو" النوم بعد تناولها، وتتواصل معاناته من الصداع المزمن، ويصاب بجنون العظمة، والهلوسة، والضيق والحزن الشديد، بالإضافة إلى موجات من السلوكيات، كـ"العنف والعدائية"، فيما يُمكن أن تؤدي الجرعات الزائدة من المادة المخدرة إلى الوفاة.
وبحسب دراسات علمية، فإن مدة بقاء "الكريستال ميث" في الدم تصل إلى 12 ساعة، وذلك في حالة تعاطي المخدر لأول مرة، في حين يُمكن أن تبلغ 24 ساعة إذا كان الشخص غير مدمن ويتناول مخدر "الكريستال ميث" على فترات متباعدة، بينما إذا كان الشخص مدمناً، فإن مدة بقاء المادة في الدم تصل لـ3 أيام.
وفيما يتعلق بعلاج مدمن تلك المادة، فذلك قد يستغرق من 6 إلى 12 شهراً، إذ يتضمن سحب السموم من الجسم، وهي المرحلة الأصعب في غالب الأحوال، جراء الأعراض الانسحابية الحادة، المتمثلة في الاكتئاب والهياج العصبي، وزيادة نبضات القلب، وارتعاش الأطراف، وفقدان النطق، ومن ثم تأتي بعد ذلك مرحلة العلاج النفسي والتغيير السلوكي.
وتفوق خطورة هذا المخدر؛ الذي يُسمى ببعض دول العالم العربي بـ"مخدر أبناء الأكابر"، خطر جميع أنواع المخدرات، بما في ذلك "الهيروين"، وذلك لارتباطه بـ"الجريمة" بشكلٍ مباشر، لما يشعر به المتعاطي من تعاظم في الشأن، مربوطاً بالنزعة العدائية والكراهية.