لامست الحلقة التاسعة عشرة من برنامج "طاش العودة"؛ أحد أكثر الهموم التي تؤرق أجهزةً معينة في الدولة، والمجتمع على حدٍّ سواء؛ وخرجت الحلقة بمضمون مبني على قصةٍ واقعية، ومن دون أدنى شك، تمكن الكاتب الوصول إلى مبتغاه، الرامي إلى توجيه رسائل توعية وتحذير، من آفة "الشبو" المخدرة، واستطاع تصوير متعاطيها بصاحب الشخصية "العدائية"، بعد أن قتـل أفراد أسرته بالتوالي.
وجسّد الممثل السعودي عبد الله السدحان شخصية ضابط برتبة عميد في أجهزة الأمن، التي تمكنت من اكتشاف لغز مقتـل الأسرة، على يد ابنها.
لكن القول ليس كل ما سبق، بل إنه يتمحور حول حمل السدحان في الشخصية – شخصية الضابط العميد – أوسمةً على صدره، كانت "مقلوبة" رأساً على عقب، إذ يتضح من خلال التمعن بحركات وسكنات البطل، أنه ارتدى شعار "السيفين والنخلة"، بطريقةٍ معكوسة، أي إن "السيفين" كانا في الأعلى، و"النخلة" جاءت في الأسفل.
ولا يقف الأمر هنا، بل إن أحد الأوسمة أيضاً بدا واضحاً وضعه بشكل خاطئ، وهذا يظهر بالنظر إلى "السيف"، الذي يبرز ضمن الأنواط التي يرتديها الضابط، ووضعه بشكلٍ "مقلوبٍ" أيضاً، مثله مثل بقية الأوسمة المعكوسة.
النجم السدحان، ربما من باب إظهار الانشغال، لتجاوز الأخطاء، قال مُغرداً على "تويتر" في حسابه الشخصي الساعة الثانية من ظهر اليوم: "من كواليس طاش العودة. تصدقون نسيت إسم الحلقة اللي تم تصويرها".
والحديث هنا ليس من باب التشفي؛ أو النظر للأخطاء على حساب المضمون الصائب أو الجيد، إنما من منطلق التصويب، وتسمية الأمور بمسمياتها، رغم أن الأخطاء واردة في كل عمل من أي نوع.
وهذا يُحتمه تساؤل نشأ بعد الحلقة التي أخذت حقها من الثناء؛ حتى هنا في "أخبار24" تمت كتابة ونشر تقرير يُسلط الضوء على نجاح الفكرة والمضمون، قائمٌ – أي التساؤل -؛ على إمكانية عدم انتباه فريق العمل، والنجم، لمثل هذا الخطأ الجسيم؛ أم أن الأمر مبني على إنجاز الحلقة، دون الاهتمام ببعض التفاصيل، التي قد يسقط الجميع في فخها، كالخطأ الفادح الذي نتحدث عنه.
إن العقلية النبيهة التي يتمتع بها المشاهد السعودي على وجه الخصوص، أكبر بكثير من أي عملٍ، سواءً كان وطنياً أو غيره، يعتمد على التعامل معه بأقل من مستوى الوعي والإدراك الذي يتمتع به، وهذا ما يقود للتفكير بعمق، بتقديم عملٍ يرضي ذائقة المتلقي، الذي يعتبر الرصيد الهام لأي شكلٍ من أشكال الدراما، والنظر بعين الاعتبار لأدق التفاصيل، التي قد تؤدي للوقوع في أخطاء، تتبخر بها الفكرة، والمضمون، والرسالة، التي يحتويها أي عمل تلفزيوني، يشاهده الملايين، في الداخل؛ والخارج.