تحولت الطفلة وجدان الكنديري؛ إلى أيقونةٍ سعودية، ورمز كبير على رغم صغر سنها في قاموس السعوديين، بعد أن طالتها يد الغدر، وذهبت ضحيةً لخطط ثُلة من الإرهابيين، الذين نفذوا هجوماً على المبنى الأمني العام في شارع الوشم بـ"قلب الرياض"، يوم الحادي والعشرين من شهر مايو عام 2004.
وخلال لعبها مع عصافيرها في باحة منزلها القريب من المجمع الأمني المستهدف، سقطت عليها كتلة خرسانية كبيرة، أدت إلى وفاتها، جراء الانفجار المشؤوم، ما أكسبها تعاطفاً كبيراً في الشارع السعودي، والعالمي في ذات الوقت.
وانبرت وسائل إعلام محلية، وإقليمية، وعالمية، إلى كتابة قصة تلك الطفلة، التي اغتال الإرهاب الأسود براءتها، ووضعها ضمن أهدافه القذرة، التي لا تفرق بين طفل أو مسن، ذكراً كان أو أنثى.
وتبنى تلك العملية ما كان يُسمى بـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، والذي ارتد على الدولة، بهستيريا "الإرهاب المؤدلج" عبر انتهاج القتل وسفك الدماء، دون أدنى اعتبار للإسلام، الذي قفز التنظيم عليه، وامتطى عناصره "المتطرفون"، جواد ذلك الدين العظيم، لخدمة أجندة الـدم النابعة من أيديولوجية زعمائه، الذين تحولوا مع الوقت إلى وقود لجهنم.
وأخذت الطفلة وجدان – رحمها الله – حقها من التنظيم الإرهابي في الدنيا قبل الآخرة، وذلك من خلال حجم التعاطف الذي اكتسبته، بل إن مقتلها خدم من حيث لا تعلم، الحربَ على الإرهاب، الذي حملت الدولة لواءه، ومضت في ذلك إلى أن قصمت ظهره، وهلك المنتسبون له فرداً فرداً، سواء من خلال مواجهات مع الجهات الأمنية، أو من خلال عمليات تصفية "تبادلية" بين أعضاء القاعدة، في رسالة تؤكد ارتفاع سقف الكراهية، ونبذ الآخر، وانتهجها التنظيم منذ نشأته في ثمانينيات القرن الماضي.