زرع علماء من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد نباتات وفطريات تساعد في التخلص طبيعياً من المعادن الثقيلة والبتروكيماويات التي تلوّث التربة في أرض كانت في السابق موقعاً لتصنيع السيارات في لوس أنجلوس.
وذكر متطوع في دراسة أعدت بشأن هذه النباتات، بكري هامبل، أن الحنطة السوداء الكاليفورنية التي زرعت في الموقع امتصت منذ أن زُرعت الرصاص الملوث للتربة، مضيفاً أن هذه الشجيرة مليئة بالورود البيضاء والوردية، لناحية تنظيف التربة.
وتابع: "إنها معجزة الحياة فالنباتات تدرك فعلاً كيفية سحب الرصاص من التربة، وسبق أن قامت بذلك مرات عدة لملايين السنين".
وذكرت الباحثة دانييل ستيفنسون، التي تتولى قيادة هذه الدراسة، أن الطريقة التقليدية لتنظيف المواقع تتمثل في حفر التربة الملوّثة وإلقائها في مكان آخر، وهي تقنية قد تصل تكلفتها إلى ملايين الدولارات ولا فائدة منها سوى نقل المشكلة إلى مكان آخر.
وأضافت أن "المعالجة البيولوجية" بديل أوفر من الطرق التقليدية، مشيرةً إلى أنها تجري الدراسة في 3 مواقع صناعية سابقة في لوس أنجلوس، وأن تكلفة إزالة الملوثات بالنباتات والفطريات يكلّف مئتي ألف دولار" فقط.
وأكدت الباحثة المتخصصة بعلم الفطريات أنّ النتائج الأولى للمشروع واعدة، حيث انخفضت البتروكيماويات بنسبة 50% في 3 أشهر، وفي 6 أشهر اقتربوا من هذه النسبة لبعض المعادن.
وأضافت أن بين الفطريات التي شملها الدراسة فطر المحار الأبيض، وهو يتغذى على الأشجار النافقة والهيدروكربونات كالديزل، مؤكدة أن هناك نباتات محلية كثيرة من كاليفورنيا تعمل كـ"مكانس كهربائية" للمعادن الثقيلة التي يمكن إعادة استخدامها، وحتى تبقى حيّةً في تربة ملوثة تتلقى مساعدة من الفطريات الجذرية، وهي بمثابة حليف طبيعي للغابة تزوّد النباتات بالمياه والمغذيات.
وتؤكد العالِمة أنّ "المعالجة البيولوجية" يمكن تطبيقها في مجالات كثيرة، بدءاً من تنظيف المياه العادمة وصولاً إلى معالجة التربة الملوثة بالرماد السام جراء حرائق الغابات، وهي ظاهرة تتكرر في كاليفورنيا.