عاد الاتحاد أخيرًا إلى منصات التتويج بدوري المحترفين بعد غياب دام 14 عامًا، وهو اللقب الذي تعتبره جماهير الاتحاد هو الأغلى، ليس فقط لأنه الأول بعد سنوات من الغياب، ولكنه أيضًا منح الفريق مشاركة تاريخية في كأس العالم للأندية 2023، والذي ستحتضنه المملكة، ليطلق على لقب دوري هذا العام "الدوري الاستثنائي العالمي".
ولم يكن إنجاز الاتحاد ليتحقق لولا الاستقرار الإداري الذي شهده النادي في السنوات الأخيرة بقيادة رئيسه الحالي أنمار الحائلي، والذي تمكن من إعادة ترتيب الفريق بعمل لم يتوقف منذ توليه رئاسة النادي قبل 4 سنوات.
تولى أنمار الحائلي رئاسة الاتحاد في يونيو 2019، وذلك بعد موسم صعب أنهاه الاتحاد بفارق 3 نقاط فقط عن المركز الثالث عشر "مركز ملحق البقاء في الدوري"، ليواصل الفريق في الموسم التالي "2019-2020" ترنحه في الدوري إذ أنهى الموسم في المركز الحادي عشر برصيد 35 نقطة وبفارق 3 نقاط فقط عن الهبوط، وظل حتى آخر جولة مهددًا بالهبوط قبل أن يفوز على العدالة.
وواجه الحائلي في عامه الأول مع الاتحاد العديد من التحديات لاسيما تلك المتعلقة بالقضايا الخاصة باللاعبين الراحلين ومستحقاتهم المالية، حيث تمكنت إدارة الحائلي من تسوية العديد من هذه القضايا، والتي كادت تكلف الفريق خصم نقاط في الدوري من بينها قضايا أحمد العكايشي ومعن الحذيفي.
وبلغت ديون الاتحاد منذ عام 2019 ما يقرب من 600 مليون ريال ليتمكن من تسديد أغلبها مع تسديد رواتب اللاعبين والعاملين المتأخرة، وهو ما ساهم في حصول النادي على شهادة الكفاءة المالية.
ومع انطلاقة موسم 2020-2021 بدأت إدارة الاتحاد بقيادة أنمار الحائلي في دعم الفريق بالعديد من الصفقات لعل أبرزها التعاقد مع المدافع الدولي المصري أحمد حجازي والذي يعد أحد أفضل المدافعين الذين وفدوا إلى الدوري السعودي للمحترفين.
وظهر الاتحاد خلال الموسم المذكور بصورة مغايرة تمامًا عن تلك التي ظهر بها في الموسمين السابقين له، حيث أنهى الموسم في المركز الثالث برصيد 56 نقطة بفارق 5 نقاط فقط عن الهلال بطل الدوري.
كما تأهل الاتحاد في عام 2021 إلى نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال "البطولة العربية"، وقدم مباراة كبيرة على أرض الرجاء على الرغم من غياب مدافعه أحمد حجازي لعدم قيده في قائمة البطولة، إذ حسم التعادل الإيجابي 4-4 نتيجة اللقاء قبل أن يحسم الرجاء اللقب بركلات الترجيح.
من دراما خسارة الدوري إلى التتويج بـ "العالمي"
قدم الاتحاد مستويات مميزة في موسم 2021-2022 ليصبح المرشح الأول للفوز باللقب، لاسيما بعد التعاقد مع المغربي عبدالرزاق حمدالله، لكن الفريق خسر اللقب في الأمتار الأخيرة لصالح الهلال وذلك لأسباب فنية تتعلق بالمدرب كوزمين كونترا، والذي نال انتقادات من جماهير الاتحاد بسبب طريقته في اللعب.
وظن البعض بعد خسارة اللقب بطريقة درامية أن يدخل الاتحاد نفقًا مظلمًا اعتاد الدخول فيه بعد أي إخفاق، لكن إدارة الحائلي بذلت كل جهد من أجل الحفاظ على كيان الفريق مع تدعيمه بالعناصر القوية، لكن الصفقة الأهم للنادي الصيف الماضي كانت التعاقد مع المدرب البرتغالي "نونو سانتو".
ولم ينجو سانتو من انتقادات جماهير الاتحاد نظرًا لطريقته الدفاعية التي كلفت الفريق خسارة نقاط بالتعادل في بداية الموسم المنصرم "2022-2023"، لكن إدارة الحائلي، قدمت كل الدعم للمدرب البرتغالي وهيأت له كل فرص النجاح، وهو ما منح الثقة للمجموعة التي بدأ أداؤها يتصاعد ليبلغ ذروته بالتتويج بكأس السوبر السعودي لأول مرة، قبل أن ينقض "العميد" على صدارة الدوري منذ الجولة 20 بعد الفوز على النصر ليظل محافظًا على صدارته حتى حسم اللقب رسميًا قبل جولة من النهاية.
وبعد موسم تاريخي لكتيبة الأصفر والأسود توجه الفريق بـ "سوبر" ودوري استثنائي عالمي، تترقب الجماهير الاتحادية مستقبل إدارة الاتحاد والتي انتهت فترتها، إذ تنشد جماهير الاتحاد استمرار إدارة الحائلي لـ4 سنوات قادمة، خاصة وأن الفريق مقبل على استحقاقات عالمية وآسيوية ومحلية تتطلب مزيدًا من الاستقرار داخل جدران النادي.