عبر عدد من مستفيدي مشروع "مجتمع المشرقية" شرق الرياض، عن غضبهم بسبب تعثر بعض مقاولي الشركة الوطنية للإسكان في تسليم الوحدات السكنية بوقتها المحدد، ما تسبب في إنهاك هؤلاء المستفيدين الذين يواصلون دفع أقساط القرض وإيجارات السكن منذ توقيع العقود.
وقال عدد من مستفيدي المشروع لـ " أخبار 24 " خلال قيامها بجولة ميدانية داخل مشروع "مجتمع المشرقية"، إن هناك عيوباً بالبناء، كما أن بعض الوحدات السكنية "المتعثرة" باتت مأوى وملاذاً لمخالفي نظام الإقامة والعمل من جنسيات أفريقية وآسيوية، حيث رصد الموقع تواجد بعضهم بالفعل.
وقال نايف المطيري أحد مستفيدي مشروع "مجتمع المشرقية"، إنه وقع العقد قبل عام وتسعة أشهر تقريبا، وهو ينص على استلام الوحدة خلال 18 شهرا، وقام بتسليم المطور "دفعتين" ويفترض أن يصل البناء إلى مرحلة "اللياسة" على أقل تقدير، ولكن الواقع أن الوحدة متعثرة ولا تزال في مراحل البناء الأولى.
تأخر التسليم
وأكد أن تأخر تسلم وحدته السكنية يشكل ضغطاً كبيراً عليه وعلى عائلته، لالتزامه بدفع أقساط البنك ودفع إيجار مسكنه الحالي، مطالبا وزير الإسكان بالتدخل لإيجاد حل لتعثرات المشروع.
أما فيصل العنزي، أحد مستفيدي المشروع أيضا، فنوه إلى توقيعه العقد ضمن الدفعة الأولى في شهر مايو من عام 2021، مشيرا إلى أنه كان يطمح إلى أن يتسلم وحدته قبل الـ18 شهرا المحددة في العقد، إلا أن المهلة انتهت دون إنجاز، والعمل متوقف منذ سنة، على الرغم من تسليم دفعتين للمقاول تشكل نحو 60% من تكاليف بناء الوحدة.
وأضاف أنه يدفع شهريا نحو 7 آلاف ريال أقساط القرض، بالإضافة إلى إيجار المنزل ولا يتبقى من مرتبه سوى ألفي ريال تقريبا، بينما "مسكن العمر" تحول إلى ملجأ للمخالفين حيث يسكن في وحدته المتعثرة مجموعة من المخالفين من جنسية أفريقية وحولوا غرفة نومه المستقبلية إلى مطبخ.
مقاضاة المقاول
من جانبه، قال عبدالعزيز حسين، أحد مستفيدي المشروع، إن الشركة الوطنية للإسكان طلبت مني التوجه إلى المحاكم لمقاضاة المقاول، لافتاً إلى صعوبة الوضع بسبب دفع أقساط البنك والإيجار، إذ لا يتبقى من المرتب سوى جزء يسير لا يكفي لنهاية الشهر، ومع تأخر تسليم الوحدة تزيد الصعوبات عليه.
من جهته، تحدث المواطن خالد العنزي، عن العيوب الفنية في البناء كدفن الخزانات بالمخلفات مما يسبب هبوطاً مستقبلاً، ووجود تعشيش بالخرسانة ومعالجتها بالأسمنت عوضاً عن معالجتها بمادتي الجراوت والبوند.
عيوب في البناء
وتابع أن من عيوب الإنشاء أيضا تكسير الأعمدة الخرسانية والذي يعتبر محرماً إنشائياً إلا للضرورة لتمديد الكهرباء، وتقفيلها بالأسمنت حيث إنه من المفترض أن تعالج بمادة الجراوت مع البوند، بالإضافة إلى أخطاء في مخططات السباكة مما أدى إلى التكسير في الخرسانة ومن ثم معالجتها بالأسمنت.
وذكر المواطن مشعل صفوق أن الوضع صعب جدا والتأخر في تسلم الوحدة السكنية يزيد من تلك الصعوبات لوجود التزامات كبيرة وأقساط شهرية وإيجار منزل، وكلما تحدثنا مع المقاول لا نجد سوى الوعود.
يذكر أن "مجتمع المشرقية" يعد من المشاريع الفريدة من نوعها من نوعية "المنتج" حيث اعتمدت الوزارة نظام "البناء الذاتي المطور" وهو منتج يمكن مستفيدي وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقاري من الحصول على تمويل عقاري بعد اختيار أرض سكنية في أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان والمخصص لها أراض محددة من قبل وزارة الإسكان وفق نماذج البناء المحددة لها وذلك في عقد واحد، حيث يقوم البنك بتمويل قيمة تطوير الأرض وقيمة البناء.
