أكدت مصادر دبلوماسية عربية فى القاهرة أن السفير السعودى، أحمد آل قطان، سيعود إلى القاهرة منتصف الأسبوع المقبل، بعد اتفاق بين البلدين على وقف الحملات الإعلامية، والتوقف عن الإدلاء بأى تصريحات رسمية حول قضية المحامى المصرى المتهم فى السعودية بجلب أدوية مخدرة، أحمد الجيزاوى، حتى انتهاء التحقيقات.
وعلمت «الشروق» أن الدبلوماسيين العاملين فى السفارة السعودية سيبدأون مباشرة عملهم بداية من الأسبوع المقبل، بعد تطمينات مصرية بعدم تكرار ما حدث، وقالت المصادر إن الاتصالات التى جرت خلال الأيام الماضية بين المسئولين المصريين والسعوديين أسفرت عن تفهم سعودى للأوضاع فى مصر بعد الثورة.
وذكرت المصادر أن وفدا شعبيا يضم شخصيات بارزة سياسية وبرلمانية يستعد حاليا لزيارة المملكة، «لاستنكار ما حدث للسفارة من تعدٍ وتعويق عمل الدبلوماسيين والقناصل»، حسب قولها، وأضافت أن جهودا بذلت خلال الساعات الماضية من شخصيات عربية بارزة، من بينهم أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربى، وعدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية فى سبيل احتواء الأزمة.
واستبعدت المصادر قيام وزير الخارحية، كامل عمرو، بزيارة المملكة فى الوقت الراهن.
ونفت وزارة الخارجية تصريحات منسوبة للقنصل المصرى فى جدة، ماهر المهدى، والتى قال فيها إن السعودية لو سجنت 10 آلاف مصرى واعتبرتهم مجرمين، فستظل العلاقة معها حميمة، نافية إدلائه بأى أحاديث صحفية لأى جريدة أو مؤسسة إعلامية حول القضية.
وظهرت عناوين الأزمة فى الصحف السعودية الصادرة أمس، بين «بنحب مصر»، و«أزمة وتعدى»، و«الحكمة من سحب السفير».
وقالت جريدة عكاظ فى كلمتها إن «إغلاق السفارة والقنصليات فى مصر بصورة مؤقتة إجراء عاقل حتى تهدأ النفوس، وتعود الأمور لحالتها الطبيعية، وأن تنأى المملكة بنفسها عن هذا المخاض السياسى العجيب الذى تمر به مصر بعد الثورة كى لا يكسب أنصار الكراهية فرصا جديدة لتمرير أجندتهم». فيما كتبت جريدة الرياض فى افتتاحيتها أن الأزمة لن تغلق الأبواب بين البلدين بل هى حادثة ستمر، كما مر غيرها، وأشارت إلى أن السعودية ومصر هما مصدر قوة الوطن العربى، وهناك ما هو أهم من خلاف عابر أمام مسئولياتهما سواء بينهما أو ما يدور فى الوطن العربى والإقليمى والعالمى.
وأضافت جريدة الوطن أن هناك فرقا شاسعا بين دولة تحكم وشارع يتحكم، وأرجعت تدهور العلاقات إلى «عدم وجود حكومة قوية فى القاهرة تضع الأمور فى نصابها ولا تخضع لأهواء الغوغائيين الذين تفوهوا بشعارات مستوردة من خارج الحدود.