مع التطور التقني الذي يشهده العصر، تعد الألعاب الحركية فكرة رائدة في مجال التقنية الحديثة، التي مزجت بأغلب نشاطات الحياة اليومية، بغية تسهيلها وإضفاء جو من المتعة، ولعل هذا التطور ألقى بظلاله السلبية على الأطفال بالسعودية الأمر الذي جعلهم في خمول ويعانون من قلة في الحركة والنشاط.
وابتكر القائمون على نادي «إن موشن» بالرياض، وهو أول ناد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأكبر ناد في العالم (للألعاب الحركية الرياضية) مخصص للأطفال، النادي الذي تم إنشاؤه حديثا من سنة بالعاصمة السعودية الرياض، خصص للأطفال من سن (6 - 13) لتلبية احتياجاتهم في الحركة وللتخفيف من نسبة السمنة العالية والمتفشية بين الأطفال في السعودية، حيث يدفع الأطفال ثمن عدم تنظيم الوقت من الأهالي ويقعون ضحية هذا الإهمال.
ويجمع النادي عدة أفكار للألعاب الحركية تحت سقف واحد، كونها من الأساس فكرة جديدة في العالم، فبدأ بتنفيذها مؤسس النادي بعدما لاحظ تعلق أبنائه بالتقنية فحاول إبعادهم عن الانقياد لها، وتعزيز نشاطهم في نفس الوقت.
وبعد بحثه على الإنترنت وجد الفكرة التي بعدها انطلق للولايات المتحدة لجلب أفضل الأجهزة التي تخدم تصوره لنادي «إن موشن» الرياضي الذي يحوي نحو 22 جهازا مختلفا، جلبت من أماكن متعددة لتجمع في صالة واحدة، وكل منها له طريقة عمل معينة يدرب فيها نحو 10 مدربين رياضيين.
وذكر الكابتن إبراهيم حافظ خوجه، المدرب الأول في «إن موشن» بأن رياضة الألعاب الحركية هي مستقبل الرياضة القادم من خلال صالة الأجهزة، وهي أحد التطورات التي تشهدها الرياضة عموما في الصالات الرياضية كتحول السير الذي يعمل بشكل يدوي إلى شكله الإلكتروني الحالي. ودمج مفهوم (exer gaming) الألعاب الحركية بين كلمة (exerciser) و(game) التدريب باللعب.
ويشير خوجه إلى وجود تخوف من الأهالي من إرسال أطفالهم لوحدهم للتدريب في النادي، وتبدد هذا الخوف بعد فترة قصيرة من مرافقة أطفالهم للنادي، ويستطرد خوجه: «حاولنا تغيير هذا المفهوم بأن يكون النادي ترفيهيا ومكانا اجتماعيا وتربويا بوضع نظام يمنع دخول الخادمات أو أولياء أمور الأطفال معهم داخل صالة التدريب، ويكتفى بانتظاره داخل المقهى ذي الواجهة الزجاجية على صالة التدريب الرياضية، إضافة لاهتمامي الشخصي بزرع الاحترام بين الطفل والمدرب ومهارات تعامل الأطفال مع بعضهم أثناء تدريبهم».
ما يقوي روح المنافسة هي البطولات التي تنظم للعب بين المتنافسين، وعدم بقاء أي طفل من دون حركة أو نشاط داخل النادي، فزاد عدد المسجلين على أكثر من 100 طفل للتدريب في النادي على الحركة عند اللعب، حيث لا تعمل الألعاب من دون حركة بما فيها ألعاب الفيديو كـ«البلاي ستيشن»، فضلا عن ألعاب المهارات الحركية، وألعاب الحركة مع الصوت لتنمية رد الفعل، وجدار التسلق المتحرك الذي يحسب عدد الأمتار التي تسلقها الطفل مما يساعده على أن يركز على التفاصيل، حيث تم تكريم طفل فاز في بطولة تسلق الجدار لتسلقه 247 مترا من دون توقف، رغم عدم تجاوزه لحاجز الـ9 سنوات.
ويتدرب الأطفال في النادي، إضافة إلى الألعاب الحركية، على الرياضات التقليدية في إعطاء دروس تايكوندو وكاراتيه وكيك بوكسنغ، وعقب الكابتن خوجه بأن أعضاء النادي يحضرون بشكل شبه يومي.