أثار إعلان وزارة العمل عن تطبيقها قائمة سوداء على من سمتهم بالعاطلين غير الجادين في البحث عن عمل انتقاداً شديداً من جانب عدد من الاقتصاديين والكتاب الذين وصفوا القائمة بـ"المبهمة" وأن هدفها التشهير بهؤلاء الشباب لا مساعدتهم.
وتساءل الروائي عبده خال: ما هي مواصفات غير الجادين هؤلاء، فالعمل لم تحدد نوع العمل المرفوض أو الراتب المرفوض أو الدوام المرفوض، متهماً إياها بإخراج القرار بصورة "عميانية".
ولفت إلى أنه ليس من حق الوزارة التشهير بالناس، قائلاً: "أعتقد أن التشهير بغير الراغبين ليس من حقها في شيء، فإن كان لها حق فهي مكافأة حافز وعلى أكبر تقدير لها أن تقطعها وتمنعها أما أن تشهر بالناس فهذا ليس من حقها بتاتا".
وتمنى خال إذا كانت الوزارة قادرة على التشهير بشباب لم يجدوا فرصا وظيفية ملائمة، أن تمتلك وزارة التجارة مثل هذه الجسارة والإقدام في التشهير بالتجار المتجاوزين للأسعار مثلا، حتى لا تكون السقيفة لا تطيح إلا على الضعيفة فقط.
من جانبه، تهكم الكاتب الساخر خلف الحربي بهذه القائمة، مطلقاً عليها "البلاك ليست" التي أخرجتها وزارة العمل متوعدة بالويل أبناءها.
وقال الحربي: "وزارة العمل تتجه لإعلان قائمة سوداء بالعاطلين غير الجادين! حيث ستنشر أسماء كل من نعموا بخيرات حافز ورفضوا الوظائف التي عرضت عليهم، أو تنقلوا بين الوظائف دون سبب أو لم يحضروا دورات التأهيل بحسب دليل حافز.. (ما صارت ها لألفين ريال.. تبي تلحقها بعد فضايح بالجرايد).
أما الباحث الاقتصادي عبد الحميد العمري فأشار إلى أن قراراً كهذا هو انتصار للقطاع الخاص على هؤلاء الشباب العاطلين، حيث سيدخلون في قوائم سوداء فيما تنتقل شركات هذا القطاع من نطاقي الأحمر والأصفر نحو النطاق الأخضر الأكثر أمانا.
ووجه العمري تساؤلا لوزارة العمل وصندوق الموارد البشرية: "هل تعلمان بالإحباط النفسي الذي يستوطن نفس العاطل عن العمل وهل تعلمان بما يُحاك في أروقة القطاع الخاص ضد العامل السعودي؟!" طالباً منهما توضيح معايير فرص التوظيف اللازمة واللائقة في نظرهما؟! ولماذا لم تُضف إليها وصف (العادلة) التي تحقق العدالة قياساً على مؤهل العاطل ومهاراته ولماذا لم تُضف إليها صفة (الرضاء) من قبل العاطل على رغم أن هذا من أبسط حقوقه؟!
