كشف الكاتب حماد السالمي عن أوضاع مادية صعبة يعانيها كثير من الدبلوماسيين السعوديين العاملين بسفارات وملحقيات وقنصليات المملكة في قارات العالم المختلفة، مؤكداً خطأ الانطباع المجتمعي السائد بأنّ رواتب الدبلوماسيين - نظراً لأدوارهم الحساسة وما يعانونه من غربة وغلاء أسعار في البلدان التي يعملون بها - هي الأعلى.
وضرب السالمي مثلاً بسلم رواتب الدبلوماسيين والتي تبين حقيقة وضعهم، كاشفاً أن رواتبهم تظل أقل من نظرائهم على سلّم الموظفين العام بفروقات تصل إلى ألفي ريال بدلا من أن تزيد، بالقول: "الملحق الاول على الرغم من معادلته موظف مرتبة سابعة إلا ان راتبه 5555 ريالاً، فهو وإن عادل موظف المرتبة السابعة في سلّم الموظفين العام، إلاّ أنه لا يصل إلى مرتَّبِه الذي يبلغ 7006 ريالات، وحتى لو تدرّجت وظائفهم من ملحق إلى سكرتير أول وثانٍ وثالث تظل رواتبهم اقل من نظرائهم، حتى ان الدبلوماسي على وظيفة مستشار أول أو وزير مفوض راتبه لا يتجاوز 16665 ريالاً، خلافا لما هو معروف من ان رواتب الدبلوماسيين تزيد بنسبة 25% عن نظرائهم بسبب طبيعة العمل الدبلوماسي في الخارج".
وأضاف ان "هناك مزايا أخرى لا تتوفر للموظفين الدبلوماسيين، منها العلاج، حيث يتولّى هو نفسه علاج نفسه وأُسرته من مرتبه، ثم إنّ بدل السكن لا يتجاوز 3700 ريال شهرياً (987 دولاراً) في بلدان لا يقل السكن فيها عن 2000 دولار شهرياً، وفوق ذلك يطلب منهم السكن في أمكنة لائقة وتتوفر على الأمن والحماية!".
وأوضح انه فيما يتاح التعليم مجاناً بالكامل لأبناء المقيمين، فإن الدبلوماسيين يتحملون تكلفة الدراسة لأبنائهم بقيمة تصل الى حدود 15 ألف دولار بينما تتكفل الوزارة بجزء من مصاريف الدراسة يصل إلى 7 آلاف دولار فقط.
وفيما يخص الموظفين السعوديين الذين يتم التعاقد معهم للعمل في البعثات الخارجية، لفت السالمي الى تدني رواتبهم وأنهم لا يشملهم بدل الإركاب ولا بدل التمثيل الدبلوماسي ولا مصاريف الدراسة مضيفاً: "مثلاً مرتب الموظف السعودي المتعاقَد معه للعمل في السفارات السعودية في بعض الدول العربية هو 1500 دولار شهرياً شاملة جميع مصاريفه من سكن وتذاكر ومعيشة ومصاريف دراسة وغيرها، وفوق ذلك فالمتعاقَد معه لا يحصل على تأمينات اجتماعية ولا تحسب سني عمله كخدمة بالدولة".
ونقل السالمي عبر مقاله بجريدة الجزيرة عن أحد هؤلاء الموظفين الدبلوماسيين القول: "هل يمكنك تخيل أن يذهب عمرك في خدمة وطنك بالغربة، وتعود إلى أرض الوطن وأنت لا تملك منزلاً أو أرضاً أو حتى سيارة، وليس هناك عمل خاص أو استثمار معيّن مثلما يفعل معظم موظفي الدولة في الداخل".
ونقل تساؤله: "ما مصير أبنائنا عند عودتنا؟ وزوجاتنا اللاتي قدمن تضحيات كبيرة، فهن أيضاً يتركن أعمالهن ووظائفهن، ويرافقن أزواجهن في غربتهم وتتوقف ترقياتهن وقد يخسرن وظائفهن، فماذا يجدن بعد العودة؟ لا شيء.. فلا راتب يصرف لهن ولا حتى مكافأة"، مضيفاً: "إذا كانت زوجات المبتعثين للدراسة يصرف لهن مكافآت فما ذنب زوجات الدبلوماسيين اللاتي يكنّ إلى جانب أزواجهن في أدغال أفريقيا من أجل الوطن؟".