كشف المستشار الفني في الإدارة العامة للوسائل الرقابية في مصلحة الجمارك السعودية عبدالله السلوم، عن دراسة لاستحداث برنامج لفرق الوسائل الحية «الكلاب البوليسية» للعمل في صالات القادمين عبر المطارات الدولية إلى المملكة في الرياض، وجدة، والدمام، مضيفا أن البرنامج لا يزال في طور الدراسة والتطوير.
وأورد السلوم أن الهدف من البرنامج هو الحد من تهريب الممنوعات والمخدرات. متوقعا أن البرنامج سيأخذ طريقه في النجاح لتلقيه الدعم الكبير من القيادات العليا.
اتفاقية أمريكية
وبدأ برنامج الوسائل الحية «الكلاب البوليسية» بدراسة بين مصلحة الجمارك السعودية والجمارك الأمريكية عام 1399هـ، ضمن الاتفاقية بين وزارة المالية السعودية ووزارة الخزانة الأمريكية، وفي عام 1400هـ وضمن الدراسة تم جلب فرق كلاب بوليسية من الجمارك الأمريكية للعمل في الجمارك السعودية، حيث تم توزيعها على عدد من المنافذ بهدف تحديد ومعرفة القدرات والإمكانيات والصعوبات والعوائق.
ونجحت فرق الكلاب البوليسية المستقدمة من خلال مشاركتها في ضبط حالات تهريب على المنافذ السعودية، ليتم البدء بعد ذلك بالبرنامج الخاص بالجمارك السعودية، حيث كانت البداية الفعلية عام 1402هـ، وكان التدريب يتم خلال تلك الفترة في الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 1407هـ، حيث تم إنشاء مركز تأهيل وتدريب فرق الوسائل الحية «الكلاب البوليسية» في الجمارك السعودية.
البرامج التدريبية
وحول تدريب السائس والوسيلة الحية يبدأ التدريب بفترة تعارف بين السائس والوسيلة الحية ما بين عشرة إلى خمسة عشر يوما يقوم خلالها السائس بالعناية بالوسيلة الحية من جميع الجوانب كإطعامها وتنظيفها وغيرها، وذلك بهدف أن يأخذ كل منهما فكرة عن سلوكيات الآخر لخلق نوع من التأقلم بينهما. وبعدها تبدأ فترة التدريب الرسمي التي تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر حسب برنامج التدريب.
ومن برامج التدريب المعمول بها في الجمارك السعودية برنامج تدريب فرق الوسائل الحية «الكلاب البوليسية» للكف عن المخدرات، وبرنامج تدريب الكشف عن المتفجرات الحية (السمتكس، سي فور، تي إن تي، آر دكس، والبارود)، وبرنامج تدريب البحث تحت الأنقاض عن المفقودين والغرقى والجثث، وتدريب فرق الحراسات من الوسائل الحية للكشف عن المتسللين وتقفي الأثر، إضافة إلى إجراء تقييم سنوي شامل لأقسام الوسائل الرقابية بالمنافذ الجمركية، التعاون مع الجهات الأمنية الأخرى داخل المملكة بالمشاركة في المهمات حسب الطلب والاحتياج داخل المملكة، التدريب والأشراف على برامج الوسائل الحية للقطاع الخاص «للمؤسسات الأمنية».
أهداف البرنامج
وكان من أهداف البرنامج تحقيق الدعم والمساندة وكذلك تسهيل أعمال المراقب الجمركي وسرعـة انجاز العمل باختلاف أنواعه، وتكوين قاعدة قوية لهذا البرنامج من السائسين والمدربين والمستشارين السعوديين، لضمان استمرارية البرنامج على المدى البعيد بالشكل الذي يحقق الأهداف المرسومة، ودعم عمليات البرنامج من خلال التأهيل والاستبدال وإعادة التدريب للفرق التي تعاني من مشكلات فنية.
الإنجازات
ومن إنجازات إدارة برنامج الوسائل الحية في عام 1413هـ (1993م) تم الاستغناء كلياً عن جميع المدربين والمستشارين الأمريكيين بحيث أصبح الطاقم الإداري والفني والاستشاري للبرنامج كاملاً من المدربين السعوديين والمؤهلين، وفي عام 1419هـ ( 1999م ) بدأت الجمارك السعودية بتنفيذ برنامج تدريب الوسائل الحية «الكلاب البوليسية» الكاشفة عن المتفجرات الحية، أما عام 1424هـ (2004م) تم إنشاء برنامج لتدريب فرق الحراسات والكشف عن المتسللين وذلك بهدف حراسة الساحات الجمركية ( الدائرة الجمركية )، وفي عام 1426هـ (2006م) تم إنشاء برنامج تدريب فرق الوسائل الحية «الكلاب البوليسية» الباحثة تحت الأنقاض والجثث والمفقودين والغرقى، هذا وفي عام 1426هـ تم إنشاء واستحداث برنامج التوليد والتكاثر ليكون رافداَ وداعماَ لبرنامج الوسائل الحية من خلال توفير الوسائل «الكلاب البوليسية» وتهيئتها وتجهيزها للتدريب على أعلى السبل التقنية والإمكانيات الفنية تحت إشراف مدربين، كما ساهمت فرق الوسائل الحية «الكلاب البوليسية»في اكتشاف وضبط أكثر من « 2.300 « ضبطية منوعة، وأيضا ساهمت فرق الوسائل الحية «الكلاب البوليسية» للبحث عن المفقودين جراء السيول في كل من القصيم – الرياض «العمارية» وكان آخرها سيول جدة وتحت الأنقاض في انهيار عمارة بمكة المكرمة إضافة الى مساهمتها في التأكيد للدفاع المدني عن وجود جثة سقطت في بئر بمنطقة الموية (أم الدوم) قريبة من الطائف .
ومن الإنجازات أيضا أنه بلغ عدد الدورات التدريبية التي عقدت «25 « دورة تدريبية منذ إنشاء البرنامج، ويبلغ عدد الأقسام بالمنافذ الجمركية «22» قسماً، وأعداد السائسين العاملين في أقسام الوسائل الرقابية «355» ، أما عدد السائسين الذين تم تدريبهم 1165 متدربا شاملة الجمارك والقطاعات الحكومية، كما تم أيضا استيلاد عدد «204» وسيلة حية «كلب بوليسي».
العيادة البيطريــة
وحرصت الجمارك على دعم البرنامج من خلال تجهيز عيادة بيطريـة متكاملـة ومجهزة بأحدث الإمكانيات من غرف للأشعة، ومختبر، وتحليل، وغرف عمليات مصغرة، وغرف عمليات للجراحات الرئيسة، بالإضافة إلى العديد من الأجهزة والأدوات الطبية، ويشرف على العيادة تسعة أطباء بيطريين وفنيا أشعة ومختبر سعوديان. وأورد الدكتور محمد العجلان في العيادة البيطرية بالإدارة العامة للوسائل الرقابية أنه في حال تعثر الوسيلة الحية في أداء مهامها الفنية بسبب إصابتها بأمراض معدية أو أمراض ميؤوس الشفاء منها، فيتم التخلص منها طبيا عن طريق حقنة أو حبوب قاتلة. أما في حال تعثرها في أداء مهامها الفنية، كعدم قدرتها على القفز مثلاً، مع خلوها من الأمراض المعدية، فيتم التخلص منها عن طريق الإهداء الذي يتم وفق إجراءات نظامية.
و تم مؤخرا افتتاح فرع للعيادة البيطرية لتخدم أقسام برنامج الوسائل الحية بالمنطقة الشرقية وقريبا سيتم افتتاح عيادة بيطريـة لتخدم المنطقة الغربية.
