في حوار حصري خص به فرانس24 مباشرة من طهران، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تمسك بلاده ببرنامجها النووي المدني وحقها الشرعي في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، مؤكدا عدم ثقته بالغرب في تعاطيه مع الموضوع السوري.
أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في حوار حصري خص به فرانس24 مباشرة من طهران، تمسك بلاده بالبرنامج النووي المدني وحقها الشرعي في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، الذي لا يعد حسبه، خطوة نحو إنتاج القنبلة النووية.
واعتبر نجاد أن علاقة إيران مع الغرب تغيب فيها الثقة، مستبعدا حصول معجزة في المحادثات النووية المقبلة التي ستحتضنها العاصمة الروسية موسكو.
وبشأن التهديدات الإسرائيلية لإيران تساءل نجاد في هذا الحوار، عن موقف الأمم المتحدة والغرب فيما لو كانت إيران هي من يطلق التهديدات تجاه إسرائيل، فهل يختلف الحق الأساسي باختلاف الأطراف؟ قال نجاد، متسائلا مجددا "لماذا هذا الإذعان من طرف الغرب لإرادة إسرائيل ولماذا لا تفرض عليها عقوبات عندما تطلق التهديدات".
وفي تعليقه على نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة اعتبر نجاد أن من واجب أي حكومة منتخبة مراعاة مصالح شعبها وأن تتطلع للمساواة والعدالة على الصعيد الدولي وأن تبحث عن حلول ودية للمشاكل. وقال نجاد إن الحكومة الفرنسية تستطيع لعب دور إيجابي شرط أن تتخذ قرارات متوافقة مع تطلعات الشعب الفرنسي الذي يفضل التعاون مع إيران ويفضل الانسحاب العسكري الفرنسي من أفغانستان
أما بخصوص الأزمة السورية فقد عبّر نجاد عن تأثره بما حصل في الحولة، وأوضح أن من حق الشعوب كلها أن تحظى بالحرية وأن تستفيد من حق المشاركة في انتخابات نزيهة والتعبير عن أفكارها.
وأكد نجاد على ضرورة أن يعاقب المسؤولون على ارتكاب مجزرة الحولة، مع إشارته إلى أنه من الصعب تصديق أن يقوم حاكم بقتل شعبه وخصوصاً أنه لن يستفيد شيئاً من ذلك.
واستطرد نجاد بأنه لا يجوز للحكومات الغربية أن تؤول الأحداث بحسب مصالحها، حيث لا يمكن الثقة بالغرب بما أن هدفه هو الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وفي موضوع السياسة الداخلية الإيرانية أعرب الرئيس نجاد عن أسفه لأحداث العنف التي أعقبت إعادة انتخابه رئيساً لولاية ثانية، ووجه اتهامه لقوى خارجية بقتل المواطنة ندى سلطان التي قتلت أمام عدسات الكاميرا، معتبرا بلاده كغيرها من دول العالم التي تعترضها بعض المشاكل.
وفي موضوع استمرار اعتقال المعارضين له قال نجاد بأنهم محتجزون بناء على أحكام قضائية، وهو ليس قاضياً ولا يستطيع التدخل في عمل القضاء المستقل عن السلطة التنفيذية.
وعن مثوله أمام البرلمان الإيراني للاستجواب في حدث غير مسبوق اعتبر نجاد أن الأمر عادي جداً في إيران، على اعتبار أن الجمعية الوطنية وجهت له جملة من الأسئلة وهو أجاب عنها والأمور طبيعية وليس هناك أي شيء استثنائي.
أما عن علاقته بالمرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي فأكد نجاد أنها علاقة واضحة وأنهما يناقشان سوياً كل المواضيع المطروحة في لقاء أسبوعي بينهما يمتد على مدار ساعتين، ووصف كل ما يثار حول توتر العلاقة بينهما بالشائعات التي ليس لها أي أهمية.
وشدد نجاد في المقابل على ضرورة حل المشاكل الحقيقية في العالم بمناقشة جذورها وعدم الاكتفاء بما يطفو على السطح.
وعن سؤال عما ينوي فعله بعد انتهاء ولايته الرئاسية قال نجاد إنه يتطلع إلى العودة للعمل العلمي في الجامعات والذي مارسه قبل أن يصبح رئيساً لإيران بعد نهاية ولايته الثانية مؤكداً أنه سيبذل كل ما بوسعه لإحلال الصداقة بين الشعوب والعمل في السياسة بشكلها الأوسع والتي تقترن بالصداقة والنزاهة والاحترام في سبيل خلق عالم أفضل.