تستمر منظومة الصناعة في المملكة بتشجيع الصناعات القائمة على البحث والتطوير والابتكار، والعمل على إيجاد المبادرات والأنظمة والبرامج التي تسهم في جذب المستثمرين ونقل وتوطين التقنية.
قطاع صناعة السيارات يعد أحد النماذج التي تؤكد على تحول القطاع الصناعي
وفي كلمته في المُنتدى السعودي الثاني للثورة الصناعية الرابعة، أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف أن قطاع صناعة السيارات والنهضة التي يشهدها خلال الفترة الحالية، يعد أحد النماذج التي تؤكد على تحول القطاع الصناعي في المملكة.
وأشار إلى أن المملكة تتمتع بوضع جيد لتسريع اعتماد الابتكار والتقنية المُتقدمة في الصناعة الوطنية، نظراً لبِنيتها التحتية المُتقدمة، ونظامها التعليمي القوي، إلى جانب تركيبتها السكانية التي يغلبُ عليها الشباب، ورؤيتها الطموح.
من جانبه، وصف رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية رئيس مجلس إدارة مركز الثورة الصناعية الرابعة الدكتور منير بن محمود الدسوقي، المُنتدى في دورته الثانية بأنه أكثر من مجرد اجتماع للعقول؛ بل إنه اكتشاف للتحولات العميقة التي أحدثها التطور التقني، فالثورة الصناعية الرابعة ليست مجرد مصطلح وإنما مزيج من المجالات الرقمية والمادية والحيوية.
المركز منصة لتمكين الشركات الناشئة من تطوير معايير للسياسة المرنة
ولفت إلى أن ما حدث في ثورة " ChatGPT" يعد تذكيرًا للعالم بالفرص والتهديدات التي تشكل علامة فارقة ونقطة تحول للبشرية، مبينًا أن المملكة في قلب هذا التحول، وتعمل على مواءمته مع رؤية 2030 من خلال التطلعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، مشيراً إلى أن مواجهة التحدّيات التي يحدثها الابتكار مسؤولية مُشتركة بين القطاعات العامة والخاصة.
وأسهم النمو في البنية التحتية الرقمية، والإنفاق على البحث والتطوير في رفع مستوى المملكة إلى 19 نقطة في تصنيف الحكومة الرقمية للأمم المتحدة.
من جانبه، أشار رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغ براندي، إلى جهود المملكة في تعزيز التنمية المُستدامة والابتكار التقني، مؤكدًا أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير السياسات التي تُمكن الابتكار من الازدهار وتعظم الفوائد وتُقلل المخاطر.
ويلعب مركز الثورة الصناعية الرابعة في المملكة دورًا مهمًا، كمنصة عالمية تُمكّن الشركات الناشئة وصانعي السياسات من تطوير معايير للسياسة المرنة لجعل التقنيات تعمل لصالح البشرية.
واختُتمت أعمال المُنتدى السعودي الثاني للثورة الصناعية الرابعة، الذي نظّمه مركز الثورة الصناعية الرابعة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، بحضور عدد من الوزراء ونخبة من خبراء تقنيات الثورة الصناعية الرابعة المحليين والدوليين، وذلك في مقر الكراج بالرياض.
ناقش المشاركون في المنتدى دعم المملكة للشركات الناشئة
وشارك في جلسات المنتدى رئيسة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى، التي تحدثت عن دور الجامعة في تعزيز ثقافة الابتكار والشغف في تعليم التقنية.
فيما دعا رئيس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور محمد بن محسن السقاف، لعدم القلق من تبنّي الذكاء الاصطناعي لكونه أداة فاعلة في التعليم، كاشفًا عن ابتكار الجامعة برنامجا للذكاء الاصطناعي لتشجيع الطلاب على التعلم بالذكاء الاصطناعي.
وناقش المشاركون في المنتدى دعم المملكة للشركات الناشئة، وأثر ذلك في التحول الملموس في القطاعين العام والخاص، والاستثمار والتمويل في صناعة التقنية الحيوية؛ لتسريع وتيرة الابتكار في هذا المجال الحيوي، مؤكدين أن التحول الرقمي ممكن للاستدامة وعامل لتسريع النهضة.
وتناول الحاضرون أهمية الشراكات العالمية في اقتصاد الفضاء؛ وأشاروا إلى التوقعات المستقبلية لاقتصاد الفضاء التي سيكون لها تأثير على العالم خلال العشرين عاماً المقبلة، كما ناقشوا دعم المرأة في قطاع الفضاء، ودور الابتكار في مجال التقنية الزراعية من أجل الأمن الغذائي، وتحسين وإدارة الموارد المائية.
وشهدت أعمال المُنتدى توقيع مُذكرة تفاهم بين مركز الثورة الصناعية الرابعة، ووزارة النقل والخدمات اللوجستية لتطوير السياسات التي تدعم استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والابتكار في النقل والخدمات اللوجستية.