نحو 40 عاماً رسّخت سوق حجاب بذاكرة أهل الرياض، فكان متنفس سكان شرق العاصمة، وقبلة المتسوقين القادمين من كافة أحياء الرياض والمدن الأخرى ودول الخليج، وقد حصد السوق شهرة واسعة نهاية التسعينيات وبداية الألفية، حتى أن بعض الشعراء نظموا فيه القصائد وتغنوا بأحداث ومواقف حدثت لهم في السوق.
عاملات البسطات تذمرن من ملاحقة مراقبي البلدية ومصادرة بضائعهن
"أخبار24" تجولت في سوق حجاب بحي النسيم شرق الرياض، واستعادت مع الباعة والمتسوقين ذكريات السوق التي انطلقت فكرة إنشائه بعام 1400هـ، عندما فكر رجل الأعمال حجاب بن نحيت، في إنشاء سوق جديد مختلف شرق الرياض، وذلك بحسب رواية متداولة لرجل الأعمال حمدان بن نهار الحربي.
الحربي ذكر أن ابن نحيت اشترى قطعة أرض على مساحة 30 ألف متر، ثم اشترى لاحقاً بناية تطل على شارع الثلاثين، ليربط السوق بالشارع الرئيسي والمرافق الحيوية بالمنطقة، وأنشأ على الأرض العديد من محلات الذهب، وباعها للتجار بـ 60 ألف ريال، لكنه اشترط عليهم أن يفتحوا المحلات فور توصيل المرافق إليها، وشهدت بعد ذلك ارتفاعاً بقيمة المحلات حتى وصل سعر بعضها لملايين الريالات حالياً.
وافتتح السوق فعلياً للمتسوقين عام 1405 بـ400 محل؛ ومن ثم أضيفت إلى السوق فكرة القيصريات، حيث أُنشئ عدد متنوع منها، فأصبح السوق يضم جميع الاحتياجات التجارية للمتسوقين؛ وهو ما ساهم في نجاحه وشهرته.
شهرة سوق حجاب لم تقتصر على الرياض والمملكة فقط، بل امتدت إلى دول مجلس التعاون الخليجي، فيحرص كثير من زوار الرياض الخليجيين على زيارة السوق، لشراء البضائع التي قد لا يجدونها في الأسواق الشعبية الأخرى.
ويتميز السوق بتنوع الأنشطة التجارية ووفرة السلع، فتجد محلات الذهب، والعطارة، والملابس، والكماليات، وألعاب الأطفال، ومحلات العناية بالجسم والبشرة، والأعشاب الطبيعية، بالإضافة إلى محلات الأغذية والمشروبات، كما اشتهر السوق بكثرة المواطنات السعوديات اللاتي يمارسن التجارة، من خلال البسطات التي تستقطب كثيراً من المتسوقين خصوصاً النساء.
المواطنات العاملات في البسطات تذمرن من ملاحقة مراقبي البلدية لهن ومصادرة بضائعهن، وطالبن من خلال "أخبار24" المسؤولين بالنظر إلى ظروفهن وتخصيص بسطات نظامية لهن بأسعار مناسبة يمارسن فيها البيع والشراء وتعينهن على إعالة أسرهن.