أكد رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، أن المملكة أصبحت اليوم تنافس عالميًا في تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، بفضل ما اتخذته من خطوات كبيرة في هذا المجال التقني.
تسعى المملكة لأن تصبح مركزًا عالميًا لأحدث التقنيات المتقدمة
وأوضح "الغامدي"، أن الدعم المستمر والمتواصل الذي تجده "سدايا" من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، الأمير محمد بن سلمان، زاد من تطلعاتها نحو التميز في الأداء والمنافسة والوصول للعالمية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي ولكي تصبح المملكة مركزًا تقنيًا عالميًا لأحدث التقنيات المتقدمة والتقنيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن المملكة تفخر كل عام بمواصلة تحقيق منجزات تشرّف هذا الوطن المعطاء في ظل رؤية 2030 التي وضعت للوطن خارطة طريق، يُستلهم منها الإنجاز تلو الآخر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، إذ حققت المملكة المركز الـ14عالميًا والأولى عربيًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي المعتمد من منظمة الأمم المتحدة ممثلة بالهيئة الاستشارية للذكاء الاصطناعي، وذلك من بين 83 دولة في العالم.
ونوه بمواصلة المملكة تصدرها للمركز الأول عالميًا في معيار الإستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي وفقاً للمؤشر نفسه، في خطوة تؤكد أن المملكة هي الدولة الأسرع نموًا في العالم بالذكاء الاصطناعي، وذلك بتقدمها 17 مرتبة ضمن المؤشر.
ولفت إلى إطلاق أكبر مبادرة وطنية، وهي مبادرة مليون سعودي للذكاء الاصطناعي "سماي"، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بهدف تزويد مليون مواطن ومواطنة بالمهارات والمعارف في تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي.
وأشار رئيس "سدايا" إلى تصدر المملكة مقدمة دول العالم في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية 2024 (OSI) للبيانات الحكومية المفتوحة، وفي المعرفة والمهارات الرقمية، بما يؤكد نجاح الجهود التي تبذلها بلادنا في التحوّل إلى الاقتصاد الرقمي والإسهام في بناء اقتصاد وطني قائم على البيانات ضمن إطار رؤية 2030.
قمة الذكاء الاصطناعي منعطف مهم بمسيرة التطور في المملكة
واجتذبت العاصمة الرياض أنظار العالم حينما نظمت سدايا القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثالثة، وشهدت حضورًا عالميًا كبيرًا من أكثر من 100 دولة بالعالم في خطوة أكدت مكانة المملكة المرموقة في هذا المجال التقني المتقدم.
وفي هذا السياق، أكد "الغامدي" أن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي على مدى نسخها الثلاث شكلت منعطفًا مهمًا في مسيرة التطور الذي تعيشه المملكة، وعدت منصة سعودية تطل بها على العالم المتقدم، وتواكب حراكه التقني، وتمخض عنها مخرجات جمّة لامست الجوانب التي تهم المملكة تقنيًا إلى جانب دعم دورها في المساهمة بصناعة القرار الدولي المعني بهذا المجال.
كما أشار إلى أن ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، الذي أعلن عنه في قمة الذكاء الاصطناعي بنسختها الثالثة، أثبت قيادة المملكة للعالم الإسلامي حيث هدف إلى إعداد إطار شامل لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم والمبادئ الإسلامية، وتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة والتعاون الدولي في هذا المجال.
ولفت إلى أن هذا العام شهد إنجازات عالمية عدة للمملكة، منها إعلان اليونسكو خلال القمة الماضية "المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي" تحت رعايتها بشكل رسمي والذي صدر قرار مجلس الوزراء عام 2023 بالموافقة على إنشائه في مدينة الرياض، ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري.
ونتج عن القمة إطلاق وثيقة المبادئ التوجيهية للتصدي لعمليات التزييف العميق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تدعم الإسهام في رفع الوعي وإيضاح الأسلوب الأمثل للاستفادة من هذه التقنيات الواعدة، والتعريف بطرق الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات.
كما خرجت القمة بمبادرات تقنية أخرى تعود بالنفع على المملكة، كالتوقيع مع كبرى الشركات العالمية في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي لاكتساب المهارة والمعرفة وتوطينها، ورفع مستوى قدرات أبناء الوطن.
وتكفل المبادرات التي خرجت عن القمة، نقل التقنية إلى جانب إطلاق الشبكة السعودية للتكامل الحكومي "سباين" التي تهدف لبناء نظام شبكة تكاملية بانتشار واسع للشبكة لتمكن الربط الافتراضي الدولي والمحلي مع مركز المعلومات الوطني التابع للهيئة لتغطية جميع مناطق المملكة بسرعات كبيرة تخدم الجهات الحكومية وغير الحكومية.