يحتشد في الرياض اليوم الاثنين 11 نوفمبر قادة وزعماء وممثلو 57 دولة عربية وإسلامية بدعوة كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لمناقشة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان، وحشد الدعم والتأييد الدولي للاعتراف بدولة فلسطين، استمراراً لدور المملكة التاريخي في دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بوصفها ملاذ العرب والمسلمين في الملمّات.
تنظر الشعوب العربية والإسلامية للرياض بثقة في صياغة موقف جماعي موحد
وتأتي هذه القمة استكمالاً للجهود المبذولة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بالتنسيق مع أشقائه قادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة؛ حيث دعت المملكة لعقد قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والجمهورية اللبنانية، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وفي ضوء متابعة المملكة لتطورات الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة، واستمرار العدوان الإسرائيلي الآثم على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واتساع ذلك ليشمل الجمهورية اللبنانية في محاولة للمساس بسيادتها وسلامة أراضيها، والتداعيات الخطيرة لهذا العدوان على أمن المنطقة واستقرارها، أكدت الرياض مجددًا إدانتها واستنكارها لاستمرار الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وما يتعرض له الأشقاء في الجمهورية اللبنانية من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية.
وتمثل هذه القمة المهمة امتدادًا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض في 27 ربيع الآخر 1445هـ الموافق 11 نوفمبر 2023م، واستكمالاً لجهود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالتنسيق مع أشقائه قادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة.
وتنظر شعوب الدول العربية والإسلامية بكل اقتدار للرياض بثقة في صياغة موقف جماعي موحد يُعبّر عن الإرادة العربية - الإسلامية المُشتركة تجاه ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة، تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها.
ولطالما استشعرت المملكة العربية السعودية على مدار تاريخها مسؤوليتها تجاه قضايا أمتيها العربية والإسلامية، ففي أكتوبر 1976م وبدعوة من المملكة استضافت مدينة الرياض قمة عربية مصغرة شملت 6 دول عربية؛ بهدف وقف نزيف الدم في لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إليها واحترام سيادة لبنان ورفض تقسيمه وإعادة إعماره، وذلك على خلفية العدوان الإسرائيلي على لبنان.
لطالما استشعرت السعودية مسؤوليتها تجاه قضايا أمتيها العربية والإسلامية
وفي القمة العربية الـ12 التي استضافتها مدينة فاس المغربية، أطلق الملك فهد بن عبدالعزيز مشروعه للسلام في الشرق الأوسط، وأُقرّ كمشروع للسلام العربي، خلال مؤتمر القمة الذي عقد على مرحلتين، الأولى في نوفمبر 1981م، والثانية في عام 1982م.
وخرجت هذه القمة بإدانة عربية للعدوان الإسرائيلي على شعب لبنان وأرضه، وقرر دعم لبنان في كل ما يؤول إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن القاضية بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية المعترف بها.
وفي ظل التطورات التي طرأت على المنطقة الخليجية والعربية مطلع ثمانينيات القرن الماضي وتجميد عضوية مصر في الجامعة العربية، اضطلعت المملكة بدورها، حيث استضافت مكة المكرمة مؤتمر القمة الإسلامي الثالث مطلع عام 1981م، واجتمع قادة الدول الإسلامية في رحاب البلد الحرام وفي كنف الكعبة المشرفة، في لقاء وحدث جليل في تاريخ الأمة الإسلامية، دعا لوحدة الصف وتعزيز التضامن الإسلامي.
وأخذت المملكة على عاتقها مسؤولية الدفاع عن الإسلام في وجه ظاهرة "الإسلاموفوبيا" التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر 2001، واستضافت مكة المكرمة قادة ووزراء 57 دولة إسلامية في خلال قمة استثنائية تحت شعار "الدفاع عن الإسلام" عام 2005، ودعا خلالها الملك عبدالله العالم الإسلامي إلى الوحدة والتسامح في مواجهة "التطرف والتخلف".
وخلال الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة عام 2017، حشدت المملكة قادة الدول العربية والإسلامية في القمة الإسلامية الأمريكية، والتي انبثق عنها "إعلان الرياض".
واستضافت السعودية في 15 أبريل 2018م بمدينة الظهران، أعمال القمة العربية الـ29، وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تسميتها بـ"قمة القدس"، وقال حفظه الله: "ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين". وذلك للتعبير عن تمسك الدول العربية عموماً والمملكة خصوصاً بمركزية القضية الفلسطينية وبالقدس عاصمة لدولة فلسطين.
وشهدت مكة المكرمة منتصف عام 2019 عقد القمم الثلاث الإسلامية والعربية والخليجية، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث جدد قادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة التأكيد على المواقف الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.
ومع وحشية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دعت المملكة لقمة عربية إسلامية غير عادية في نوفمبر 2023، والتي أكد فيها ولي العهد على "رفض المملكة القاطع للحرب الشعواء التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين".
وحول القمة التي تحتضنها الرياض اليوم، أكد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، أن انعقادها يحمل أهمية كبيرة وقيمة استراتيجية لما تعكسه هذه المبادرة من اهتمام، والتزام ثابت من السعودية وجميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، تجاه مساندة الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن «انعقاد القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض يحمل أهميةً كبيرةً وقيمةً استراتيجيةً، لما تعكسه من اهتمام والتزام ودعم ثابت من السعودية، لهذه القمة، وجميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية تجاه مساندة الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقوقه المشروعة».