سيطر الجيش البنغالي على البلاد بعد فرار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة أمس الاثنين واستقالتها بعد 15 عاما من الحكم إثر احتجاجات واسعة عمت البلاد.
وخلال الشهر الماضي خرج الملايين إلى الشوارع لمطالبة حسينة (76 عاما) التي تتولى السلطة منذ عام 2009 بالاستقالة، حيث قُتل المئات أثناء قيام قوات الأمن بإخماد الاحتجاجات، إلا أن رقعة الاحتجاجات اتسعت لتضطر حسينة أخيرا لمغادرة البلاد على متن مروحية أمس الاثنين مع وقوف الجيش ضدّها.
منظمو الاحتجاجات سيضغطون من أجل تولي محمد يونس الحكومة المؤقتة
وأعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان (الاثنين) في بث على التلفزيون الرسمي استقالة الشيخة حسينة من منصبها، مؤكدا أن الجيش سيشكّل حكومة تصريف أعمال، مشيرا إلى أن البلاد عانت كثيرا وتضرر الاقتصاد وقُتل الكثير من الناس، وحان الوقت لوقف العنف.
ونزل الملايين إلى شوارع دكا بعد إعلان قائد الجيش، معبرين عن فرحتهم بفرار حسينة، لكن سادت أيضا مشاهد الفوضى والغضب إذ أعلنت الشرطة مقتل 66 شخصا على الأقل فيما شنّت حشود هجمات انتقامية على حلفاء حسينة.
واقتحم متظاهرون البرلمان وأحرقوا محطات تلفزيونية بينما حطّم عدد منهم تماثيل لوالد حسينة، الشيخ مجيب الرحمن بطل الاستقلال، وأضرم آخرون النار في متحف مخصص للزعيم السابق، فيما أفاد شهود عيان "فرانس برس" بأن مكاتب حزب حسينة، تعرضت إلى الحرق والنهب في أنحاء البلاد.
وقبيل اجتماع مرتقب مع قائد الجيش، أعلن الطلاب الذين نظّموا الاحتجاجات (الثلاثاء) بأنهم سيضغطون من أجل تولي محمد يونس (84 عاما) الحائز على جائزة نوبل الحكومة المؤقتة.
وأكد وقر بأنه سيتم رفع حظر التجول صباح الثلاثاء فيما يتوقع بأن يقود الجيش حكومة مؤقتة، فيما أمر الرئيس البنغالي محمد شهاب الدين بالإفراج عن المسجونين على خلفية الاحتجاجات وعن رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة خالدة ضياء (78 عاما)، والتي سجنتها حسينة بتهم الفساد.
وفي وقت متأخر الاثنين اجتمع الرئيس وقائد الجيش، إلى جانب قادة للمعارضة، فيما أعلن فريق العلاقات العامة الخاص بالرئيس بأنه تم "اتّخاذ قرار بتشكيل حكومة مؤقتة فورا"، ولم يتضح بعد إن كان وقر سيرأسها.
يذكر أن الاحتجاجات بدأت الشهر الماضي ضد توزيع الوظائف الحكومية بموجب نظام الحصص قبل أن تتصاعد لاحقا إلى دعوات أوسع لاستقالة رئيسة الوزراء، بعد اتهامها بسوء استغلال مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة والقضاء على أي معارضة، بما في ذلك عبر قتل ناشطي المعارضة خارج نطاق القضاء، حيث قُتل 366 شخصا على الأقل منذ بداية الاضطرابات مطلع يوليو.