اختُتم المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام "المكانة والتمكين"، الذي تستضيفه جدة وتنظمه منظمة التعاون الإسلامي أعماله بعد 5 جلسات ناقش خلالها وزراء ومسؤولون وعلماء ومفكرون مختلف القضايا المتعلقة بالمرأة في العالم الإسلامي.
ورفعت رئيس هيئة حقوق الإنسان رئيس وفد المملكة بالمؤتمر الدكتورة هلا التويجري الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على رعايته للمؤتمر، منوهة برؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وتمت عبرها الإصلاحات لتمكين المرأة وتعزيز تواجدها بجميع المجالات.
وأبرز المؤتمر "وثيقة جدة" لتكون بمثابة خارطة طريق للإصلاحات التشريعية والمبادرات التنفيذية لمواجهة تحديات حقوق المرأة بالمجتمعات الإسلامية، ووضع الاستراتيجيات والخطط لتمكينها وتعزيز دورها وإتاحة الفرصة لها للمشاركة الكاملة الفعَّالة في مختلف المجالات.
الأخذ بعين الاعتبار المتطلبات التشريعية في مراجعة قوانين المرأة
فيما أكدت الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة بالمملكة الدكتورة ميمونة الخليل أن تمكين المرأة في التعليم والعمل من أهم المحاور حاثة المهتمين بالتمكين بالدول الإسلامية على الأخذ بعين الاعتبار بعض المتطلبات التشريعية في المراجعة القانونية والحقوقية لقوانين المرأة، مسترشدة بتجربة المملكة في مراجعات شاملة لقوانينها بما يتوافق مع رؤية 2030.
وخلصت مديرة جامعة عفت الدكتورة هيفاء جمل الليل، إلى أن التعليم رافد مهم بحياة المسلمة المعاصرة، وأن الإسلام اهتمَّ كثيراً بذلك وجعله حقاً راسخاً بمقدمة الحقوق التي كفلتها الشريعة، مشيرة إلى أهمية مشاركة المرأة بالتنمية للنهوض بالمجتمعات.
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، أكد على أنَّ المنظمة ستُبقي على قضايا تمكين المرأة ضمن سلم أولوياتها، وأن وثيقة جدة مسار فكري وعملي تعتمده المؤسسات التشريعية والمنظمات الحقوقية والمفكرون عند النظر بحقوق المرأة المسلمة.
وضع تدابير لتعزيز ركائز وحدة الأسرة وعدم التمييز ضد المرأة
وشدد البيان الختامي للمؤتمر على ضرورة وضع التدابير اللازمة لتعزيز ركائز وحدة الأسرة ودورها في ترسيخ الاحترام المتبادل بين الرجل والمرأة وعدم التمييز ضدها، داعين لمعالجة الإشكالات وضمان المساواة بين المرأة والرجل في التعليم والصحة.
وجدد المشاركون من دول نيجيريا وأفغانستان وموريتانيا وإندونيسيا والولايات المتحدة وطاجيكستان وباكستان وغيرها، التأكيد على أهمية تضمين المناهج الدراسية لمكانة المرأة في الإسلام، وبيان الأحكام والحقوق التي كفلها وتكثيف الجهود لتجاوز العوائق والتحديات التي تعترض مشاركتها ودورها بالمجتمع.
ودعوا لمعالجة التفاوتات بين الجنسين في النشاط الاقتصادي ولخلق بيئة مساوية بفرص العمل، وضمان وصول المرأة على قدم المساواة للموارد الاقتصادية، والعلم والتكنولوجيا والتدريب المهني والمعلومات والاتصالات والأسواق؛ لزيادة النهوض بالمرأة وتمكينها.
وتطرق المشاركون إلى أهمية دعم وتمكين المرأة الفلسطينية وتعزيز مقومات صمودها، والتعاون وبناء قدراتها وتقديم الخدمات والمساعدات لها، داخل الأرض الفلسطينية المحتلة وفي مخيمات اللاجئين، وتوفير الدعم المادي والنفسي والرعاية الاجتماعية لها كونها الفئة الأكثر تضررًا من العدوان الإسرائيلي.