أكد المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة الأمم المتحدة السفير الدكتور عبدالعزيز الواصل، أن الحاجة إلى وجود فضاء سيبراني آمن وموثوق يمكّن النمو والازدهار، تعد أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
جهود المملكة في مجال الأمن السيبراني أثمرت في تحقيق إنجازات عالمية
جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة المفتوحة رفيعة المستوى لمجلس الأمن المعنية بمناقشة سبل التصدي للتهديدات المتطورة والمتزايدة في الفضاء السيبراني، التي شدد خلالها على أهمية وضع تعزيز الأمن السيبراني ضمن الأولويات للدول؛ لاسيما وأن تعزيز الأمن السيبراني أمر ضروري لحماية المصالح الحيوية للدول وأمنها الوطني، مؤكداً أن المملكة تؤمن بأن تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال وتضافر الجهود الدولية للحد من المخاطر السيبرانية يعد أمراً حيوياً وضرورياً، وأنه حان الوقت ليتّبع المجتمع الدولي نهجاً جاداً وعملياً يسهم في توحيد الجهود الدولية لمكافحة تهديدات الفضاء السيبراني من خلال لجانها الأممية المعنية وهيئاتها المتخصصة.
وأشار الواصل إلى أن قطاع الأمن السيبراني في المملكة، الذي تأسس استناداً لممكنات ومستهدفات رؤية المملكة 2030، شهد تطوراً حيوياً ومتسارعاً، مبيناً أن المملكة بدأت رحلة التحول بتطوير النموذج السعودي في الأمن السيبراني الذي يرتكز على المركزية في الحوكمة، واللامركزية في التشغيل والذي يقع تحت مسؤولية الجهات الوطنية، والتأكيد على تميز النموذج المعتمد في المملكة بالشمولية في تناول مجالات الأمن السيبراني سواء التشريعية، أو الأمنية، أو الاقتصادية والتنموية.
وأوضح أن جهود المملكة في مجال الأمن السيبراني أثمرت في تحقيق إنجازات عالمية، أبرزها حصول المملكة على المرتبة الثانية عالميًا، والمركز الأول على مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط وقارة آسيا، وذلك في المؤشر العالمي للأمن السيبراني، الذي تصدره وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما حققت المملكة المرتبة الثانية عالميًا لعامين على التوالي (2022م و2023م) بمؤشر الأمن السيبراني وذلك ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، فيما تكرّست ريادة المملكة في قطاع الأمن السيبراني دولياً هذا العام 2024 بتحقيق المرتبة الأولى عالمياً في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية.
وأشار الواصل خلال كلمته إلى إطلاق المملكة للمنتدى الدولي للأمن السيبراني، الذي يعد منصةً عالميةً تجمع متخذي القرار حول العالم لمناقشة القضايا الاستراتيجية ذات الصلة بالأمن السيبراني، وشهد خلال نسخته التي عقدت العام الماضي مشاركة أكثر من 120 دولة، وإنشاء مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني لتكون منظمة مقرها الرياض، بهدف المساهمة في تعزيز الأمن السيبراني على المستوى الدولي.
وشدد على حرص المملكة على توحيد الجهود الإقليمية للتعاون في تعزيز الأمن السيبراني الإقليمي، التي أسفرت عن إنشاء لجنة وزارية متخصصة للأمن السيبراني تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وذلك بناءً على مقترح من المملكة، كما تم بناءً على مقترح من المملكة إنشاء مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية، وأقر قادة الدول العربية في اجتماع القمة الأخير أن يكون مقر مجلس وزراء الأمن السيبراني وأمانته العامة ومكتبه التنفيذي في مدينة الرياض.