تُوفي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، عن عمر ناهز 100 عام، بعد صراع طويل مع المرض، استدعى خضوعه خلال السنوات الأخيرة إلى رعاية صحية، وما يُعرف بـ"رعاية نهاية الحياة".
الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة
وولد "كارتر" في الأول من أكتوبر عام 1924 في ولاية جورجيا، ودخل عالم السياسة في الستينيات من القرن الماضي، عندما انتخب عضواً في مجلس الشيوخ عن الولاية، ثم تولى منصب حاكم الولاية عام 1971.
وتمكن بعد خمس سنوات، من الفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية على حساب الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق جيرالد فورد، ليصبح الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة.
وتولى "كارتر"، وهو أكبر رئيس أمريكي سابق استمر على قيد الحياة، مهام قيادة البيت الأبيض لولاية واحدة من عام 1977 وحتى 1981، واجه خلالها العديد من التحديات السياسية، خاصةً على الصعيد الدولي، وهو ما أثّر على فرص فوزه، مُمثلًا عن الديمقراطيين، على منافسه الجمهوري رونالد ريجان.
وعلى الصعيد الداخلي، شهدت الولايات المتحدة أزمة نفط أسفرت عن ارتفاع في التضخم والبطالة؛ الأمر الذي صعّب من مهام كارتر أثناء محاولته إقناع الأمريكيين بإجراءات التقشف، التي رأى أن تنفيذها أمر ضروري لتجاوز الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وتضافرت كل هذه العوامل، لتُنتج لدى الأمريكيين تيارًا رافضًا لكارتر؛ إذ بدأت شعبيته تتراجع، خاصةً بالتزامن مع احتجاز الرهائن الأمريكيين في إيران لمدة 444 يوماً عام 1979.
وفي أعقاب تركه للبيت الأبيض، تفرغ "كارتر" للعمل الإنساني من خلال مؤسسته "مركز كارتر"، وحصل عام 2002 على جائزة نوبل.
وأسس الرئيس الأمريكي الراحل، بالتعاون مع نيلسون مانديلا، مجموعة "ذي إلدرز"، التي تتكون من عدد من القادة الدوليين، من أجل العمل على إحلال السلام وإعلاء حقوق الإنسان.
فيما انحصر ظهوره السياسي على ترؤسه وفدًا لإقناع القادة العسكريين في هايتي بتسليم السلطة، وتوسطه لوقف إطلاق النار في البوسنة، ليُمهد بذلك الطريق إلى إبرام معاهدة السلام في المنطقة.
وحسب تقارير إعلامية، تناولت نمط حياة كارتر خلال السنوات الأخيرة، فضّل "كارتر" قضاء ما تبقى من عمره برفقة أسرته، لا سيما وأنه خضع للعلاج في المستشفى لسنوات، بعدما اُصيب بسرطان الجلد والكبد والمخ.