تخطت خسائر ضحايا زلزال المغرب بنود "الروح والمال والسكن"، لتلامس شيئاً آخر لا يقل أهمية يتعلق بالإرث والتراث، الذي يمتد لمئات السنين، وهذا ما يتضح من خلال الصور، التي يمكن مشاهدتها، من خلال تتبع حجم الدمار الذي طال مدينة مراكش التاريخية.
ودمر الزلزال الذي يعد الأقوى منذ قرن في المملكة المغربية، مساحات واسعة من المركز التاريخي لمدينة مراكش المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي؛ حيث انهارت مباني المدينة القديمة، بالإضافة إلى أجزاء من سور المدينة الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى.
الأسوار الحمراء شاهدة على الدمار
التراث الذي ورثه أهل مراكش من أجدادهم أصبح بين قائم لكنه قريب من الانهيار وجزء آخر ليس بالهين تحت الركام، حيث ظهرت الأضرار واضحة على أجزاء من الأسوار الحمراء الشهيرة المُحيطة بالمدينة القديمة في مراكش والتي بنيت في 1071-1072، كعاصمة للدولة المرابطية ثم للدولة الموحدية، حيث يطلق عليها حتى الآن اسم "المدينة العتيقة".
ضرر لحق بحي الملاح اليهودي القديم في وسط مراكش
وألحقت ضربات الزلزال القوية أضراراً شديدة بصومعة جامع الكُتبية الذي يعتبر من أقدم المساجد في المغرب بل وأشهر المعالم السياحية في مراكش، التي في الغالب ما تكون محط اهتمام القادمين للاستمتاع بتراث الماضي.
وبني مسجد الكُتبية عام 1147 في موقع أحد القصور المرابطية القديمة؛ حيث جرى تشييده بطابع العمارة الأندلسي، كما تزينه 11 قبة كتب عليها الكثير من النقوش التي تشير لأجداد أهل مراكش.
وبعيداً عن الأسوار والمسجد، فهناك ضرر آخر لحق بحي الملاح اليهودي القديم في وسط مراكش، حيث بدت الأبنية القديمة التي تعود لمئات وآلاف السنين في طور النسيان بعدما تسبب الزلزال في تحويلها إلى ركام.
تأثر قصر "آيت بن حدو" بضربات الزلزال
ويضاف إلى المواقع الأثرية التي تضررت من الزلزال سلسلة جبال الأطلس الكبير "ورزازات"؛ وهي مدينة قائمة على ارتفاع كبير، وتمتاز بالنقوش القديمة والعديد من الديكورات التي ظهرت في الكثير من الأفلام التاريخية.
كما تأثر قصر "آيت بن حدو" بضربات الزلزال؛ حيث يعد القصر من الإرث الإنساني العالمي الخالد من قبل "اليونسكو"، وكذلك إقليم أزيلال والذي يعتبر نقطة وسطية تربط بين المحيط والصحراء وتنهمر منه مياه الشلالات على علو يتجاوز 100 متر، والتي تحمل مئات السنين منذ ظهورها بهذه الصورة الخلابة.