جدد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان؛ التأكيد على رفض المملكة، لنشر الكراهية الدينية والتطرف، وادانتها واستنكارها لتكرار حوادث حرق نسخ المصحف، التي تعتبر عملا استفزازيا لا يمكن قبوله تحت أي مبرر.
حرق المصحف يتناقض بشكل مباشر مع الجهود الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال
وأكد وزير الخارجية، خلال الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، أن تلك الحوادث تتناقض بشكل مباشر مع الجهود الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال، ونبذ التطرف، فضلًا عن تناقضها مع المرجعيات والمواثيق الدولية، الداعية للوئام والسلام والتقارب.
وشدد على أن حكومة المملكة تؤمن بأهمية ترسيخ قيم التسامح والاحترام بين الشعوب والأديان والثقافات، وترفض كل الأمور التي من شأنها نشر التطرف والكراهية، ومن هذا المنطلق فإن المملكة تعرب عن إدانتها واستنكارها للاعتداءات المتكررة على حرمة وقدسية المصحف الشريف.
وذكّر وزير الخارجية أن منظمة التعاون الإسلامي، يقع على عاتقها الدور الأكبر بالتنسيق والتعاون والتكامل مع مختلف المنظمات الإسلامية الأخرى، للدفاع عن قيم التسامح والسلام وحماية ونشر صورة الإسلام الصحيحة ونبذ ومكافحة التعصب والتطرف ونشر الكراهية والعنف.
وتطرق إلى ما أثمرت عنه جهود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي باعتماد قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؛ بشأن "مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداء أو العنف"، والذي اعتمد يوم 12 يوليو الجاري، معتبراً أن ميثاق منظمة التعاون الإسلامي يؤكد "حماية صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عنها والتصدي لتشويه صورة الإسلام وتشجيع الحوار بين الحضارات والأديان".
حرية التعبير قيمة أخلاقية تنشر الاحترام والتعايش بين الشعوب
ورأى بن فرحان، أن حرية التعبير، "قيمة أخلاقية"، تنشر الاحترام والتعايش بين الشعوب، لا أداةً لإشاعة الكراهية والصدام بين الثقافات والشعوب، مشيرًا إلى ضرورة نشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ كل أشكال الممارسات التي تولد الكراهية والعنف والتطرف.
وأعرب عن تقدير المملكة للدول التي وافقت على اعتماد مشروع "مكافحة الكراهية الدينية" الذي دعت له المملكة في مجلس حقوق الإنسان، داعياً الدول الأعضاء في المنظمة لاتخاذ خطوات فاعلة من أجل التصدي لهذه الاعتداءات.
وانطلقت أعمال الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، (الاثنين)، لمناقشة تكرار حوادث حرق وتدنيس نسخ من المصحف الشريف، في الدنمارك والسويد.
التعاون الإسلامي يجدد دعوته للسويد والدنمارك لاتخاذ إجراءات رسمية
من جانبه، جدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين طه دعوته للسلطات السويدية والدنماركية لاتخاذ إجراءات على المستوى الرسمي لمنع تكرار تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف، معرباً عن خيبة أمله من عدم اتخاذ أي إجراءات في هذا الصدد حتى الآن.
وأوصى الأمين العام خلال كلمته، الدول الأعضاء في المنظمة، باتخاذ الإجراءات السيادية التي تراها مناسبة في علاقاتها مع هذين البلدين، من أجل التعبير عن رفضها للموقف الذي اتخذته السلطات المعنية هناك إزاء تكرار الإساءة لحرمة المصحف الشريف، والحيلولة دون تكرار هذه الأعمال.
وأضاف أنه وعملا بالولاية التي أوكلتها إليه اللجنة التنفيذية التابعة للمنظمة، فقد نقل مخاوف الدول الأعضاء إلى حكومتي السويد والدنمارك والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، وأكد لهم أن طبيعة هذه الاستفزازات قد وصلت إلى مستوى مقلق، معربا عن خيبة أمل دول المنظمة من استمرار إصدار السلطات المعنية التراخيص التي سمحت بارتكاب مثل هذه الأعمال.
من جانب آخر، أعرب الأمين العام عن فائق تقديره للمملكة، الرئيس الحالي للقمة الإسلامية ورئيس اللجنة التنفيذية، وكذلك العراق، على الدعوة لعقد هذه الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء الخارجية، مشيرا إلى أن مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع للأمم المتحدة تناول مؤخرا هذه التطورات، وذلك بناء على طلب الدول الأعضاء في المنظمة، واعتمد القرار 53/1 بشأن "محاربة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداء أو العنف"، داعيا إلى الالتزام التام بمضمون هذا القرار.