بحث أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اليوم، في العاصمة النرويجية أوسلو، مع رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره ووزراء خارجية دول أوروبية التطورات الخطيرة في قطاع غزة، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي التصعيد العسكري تجاه المدنيين العزل.
رفض مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
جاء ذلك باجتماع اللجنة مع رئيس وزراء النرويج، ووزراء خارجية دول شمال أوروبا النورديك (النرويج - الدنمارك - السويد - فنلندا - آيسلندا) ودول اتحاد البنلوكس (هولندا - بلجيكا - لوكسمبورغ)، وذلك بمشاركة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ومعالي وزير الخارجية والمغتربين لدولة فلسطين رياض المالكي، ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.
وجدد أعضاء اللجنة موقفهم الموحد إزاء رفض مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ودعوتهم لضرورة الوقف الفوري والتام لإطلاق النار وضمان حماية المدنيين، وعلى النحو الذي ينص عليه القانون الدولي الإنساني.
كما طالب أعضاء اللجنة بالتصدي لكافة الانتهاكات الصارخة التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والتي تزيد من المأساة الإنسانية، وتعرقل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة المحاصر، مشددين على أهمية محاسبة الاحتلال على الانتهاكات المتواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، والتي تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
رفض تجزئة القضية الفلسطينية ومناقشة مستقبل قطاع غزة بمعزل عن بقية فلسطين
وأكد أعضاء اللجنة أهمية اتخاذ الخطوات الجادة والعاجلة لضمان تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة لقطاع غزة، معبرين عن رفضهم لتقييد دخول المساعدات الإنسانية بشكلٍ سريع وآمن.
وشدد الوفد الوزاري على أهمية تهيئة الظروف السياسية الجادة لقيام دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967م، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، معربين عن رفضهم لتجزئة القضية الفلسطينية ومناقشة مستقبل قطاع غزة بمعزل عن القضية الفلسطينية.
وكان الوفد قد وصل إلى العاصمة النرويجية أوسلو، في وقت سابق اليوم، ضمن محطته العاشرة لنقل رسالة القمة العربية الإسلامية غير العادية إلى عواصم العالم، ومناقشة وقف الحرب في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية.
وناقشت اللجنة، خلال جولاتها السابقة، التي شملت عدداً من العواصم الشرقية والغربية أبرزها موسكو وبكين وواشنطن ولندن وجنيف، سُبل تجنب توسيع رقعة الصراع القائم في غزة، وضرورة تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة للقطاع، وتمهيد الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام.
بن فرحان: هناك رغبة لدى المجتمع الدولي في وقف إطلاق النار
وعقب الاجتماع، انعقد مؤتمر صحافي مشترك، أشار فيه وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، إلى مقتل أكثر من 19 ألف فلسطيني في غزة، أغلبهم من الأطفال والنساء منذ بدء الحرب، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع بشكل عاجل، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن المستقبل في ظل ما يحدث بقطاع غزة.
وأضاف "بن فرحان"، خلال المؤتمر الصحافي للجنة الوزارية المشتركة لبحث أوضاع غزة في النرويج، أن هناك رغبة لدى المجتمع الدولي في وقف إطلاق النار، وذلك من خلال 150 دولة صوتت لصالح هذا القرار في الأمم المتحدة، ونتمنى تحقيق هذا المطلب.
وتابع أن "عدة دول تحول موقفها من تردد سابق إلى الدعم والتصويت لصالح قرار وقف إطلاق النار، والقرار الأخير للأسف كان من الجمعية العامة وهو غير ملزم، ونتطلع أن يُطرح مرة أخرى في مجلس الأمن وألا تستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو مجدداً لأننا لا نعتقد أن هناك مبرراً لعدم المناداة بوقف إطلاق النار".
وبيّن وزير الخارجية، أن السلطة الفلسطينية قامت بعمل رائع في الضفة الغربية على الرغم من الجهود لتقويض قدرتها، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية أكثر قدرة على تحمّل مسؤوليتها.
مناقشة تهيئة الظروف اللازمة لضمان تأمين الممرات الإغاثية
وأشار إلى أن المجموعة العربية تعمل حاليا على قرار جديد في مجلس الأمن يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وما زال القرار قيد البحث حالياً، ونتمنى أن يلقى قبولا؛ لأنه يتعلق بالجانب الإنساني دون الدخول في أي أمور جدلية قد تكون عذرا لاستخدام الفيتو.
وعلى هامش الزيارة استعرض وزير الخارجية ونظيره النرويجي إسبن بارث إيدي، العلاقات الثنائية والتعاون المشترك، إضافة إلى مناقشة التطورات بقطاع غزة ومحيطها، وأهمية اتخاذ كافة الخطوات العاجلة لوقف إطلاق النار، وتهيئة الظروف اللازمة لضمان تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة لغزة.
وناقش الجانبان أهمية تهيئة الظروف السياسية الجادة لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، ويسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.