لم تمر أيام على اقتراب حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد آر فورد" من المنطقة العربية في شرق المتوسط، إلا وتبعتها بارجة أخرى على مشارف المتوسط أيضاً؛ وهي "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"؛ حيث تعددت وجهات النظر حيالهما بين مجرد داعم معنوي لـ"تل أبيب"، أو تنفيذ مهمات عسكرية لنصرة الأخيرة في مواجهة المخاطر التي تهددها من جهة غزة.
التحركات الأمريكية ينظر إليها الحلفاء الغربيون بنوع من الريبة، الأمر الذي يظهر من خلال آراء الساسة والكتاب، لكن على مستوى المسؤولين فقد انحازوا للصمت تجاه هذا الدعم القوي، في ظل رغبتهم بإظهار تعاطفهم الشديد مع إسرائيل، وهو الأمر الذي دفع على سبيل المثال ألمانيا التي تربطها بعض العداوة التاريخية مع اليهود بالسماح للجيش الإسرائيلي باستخدام معدات وأسلحة تابعة لها في تلك الحرب.
رافق الحاملة الأولى مجموعة قتالية مكونة من قرابة 5000 بحار
وبعيداً عن المواقف السياسية المتباينة في مرحلة ضباب ما قبل الحرب، يتطلب معرفة القدرات التي تمتاز بها حاملتا الطائرات الأمريكية، حيث توفر الحاملة "فورد" التي وصلت منذ عدة أيام بعضاً من الخيارات العسكرية؛ لأنها مركز لعمليات القيادة والسيطرة، فهي يمكنها شن حرب معلومات وكذلك المراقبة وإدارة المجال الجوي، كما تحتضن طائرات مقاتلة من طراز F-18، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر.
ورافق الحاملة الأولى مجموعة قتالية مكونة من قرابة 5000 بحار وطائرات حربية وطرادات ومدمرات من أنواع مختلفة، بالإضافة إلى قيادات عسكرية متصلة بشكل مباشر مع البنتاغون لتلقي الأوامر والتنفيذ الفوري.
وأما الحاملة "أيزنهاور"، والتي تعد واحدة من أقوى الحاملات الأمريكية من حيث القدرات الحربية فهي تابعة لبحرية الولايات المتحدة وجرى تسميتها على اسم الرئيس الأمريكي الراحل دوايت أيزنهاور، فيما بلغت تكلفة بنائها قرابة 4 مليارات دولار أمريكي.
الحاملة أيزنهاور شاركت في عملية مخلب النسر
ويعرف عن تلك الحاملة أنها شاركت في عمليات متعددة بما في ذلك عملية مخلب النسر خلال أزمة رهائن إيران في عام 1980، وكذلك حرب الخليج في التسعينيات، بالإضافة إلى دعم العمليات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان.
وفي خضم الحرب البرية التي تدق طبولها بمنطقة الشرق الأوسط، يبدو أن الولايات المتحدة ستلعب دوراً رئيسياً فيها في ظل الإمدادات الإضافية التي ترسلها، والتي تكمل المساعدات العسكرية لحليفتها في المنطقة إسرائيل والبالغ قيمتها مليارات الدولارات سنوياً منذ الحرب العالمية الثانية.