سيتنفس منظمو بطولة أوروبا لكرة القدم 2024 في ألمانيا الصعداء بعد المباراة النهائية غدا الأحد بين إسبانيا وإنجلترا لتسدل الستار على منافسات لم تشهد مشكلات كبيرة رغم إخفاق البلد المضيف في تكرار نجاح كأس العالم 2006 التي نظمها.
كانت بطولة أوروبا أكبر حدث رياضي دولي يقام في ألمانيا منذ كأس العالم 2006، والتي أثارت في ذلك الوقت حماسا كبيرا على أرضها، وامتلأت مناطق المشجعين في أنحاء البلاد وأصبحت تعرف منذ ذلك الحين باسم "حكاية الصيف الخيالية".
ورغم أن بطولة أوروبا هذا العام مرت دون عقبات كبيرة على المستويين التنظيمي والأمني، فإنها لم تقترب بأي حال من الأحوال من معادلة النجاح الذي حققته بطولة كأس العالم قبل 18 عاما.
وخرج المنتخب الألماني من دور الثمانية دون أن يصل إلى قمة مستواه. في نهائيات كأس العالم 2006، وصلت ألمانيا إلى الدور قبل النهائي ثم فازت بمباراة المركز الثالث ضد البرتغال.
ولم تكن وسائل النقل بين المدن العشر التي استضافت المباريات بالكفاءة المثيرة للإعجاب في عام 2006، إذ تسببت في تأخر وصول المشجعين وحتى الفرق، بما في ذلك منتخب الهولندي الذي اضطر إلى إلغاء خططه لرحلة بالقطار قبل مباراة قبل النهائي ضد إنجلترا وفي نهاية المطاف. وصلت بعد أربع ساعات من الموعد المقرر بالطائرة.
ولجأ المشجعون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للشكوى من هذه الاضطرابات وقال وزير النقل إن أداء مشغل السكك الحديدية الوطنية لم يرتق لمعايير ألمانيا خلال الحدث.
ووضعت بطولة أوروبا كفاءة ألمانيا التي تتباهى بها تحت المجهر الدولي في الوقت الذي تكافح فيه البلاد لتحديث بنيتها التحتية القديمة للسكك الحديدية والتزام دقة المواعيد.
ومن بين الذين علقوا في تأخير القطارات كان مدير البطولة والفائز بكأس العالم 2014 فيليب لام، الذي قوبل تعيينه قبل بضع سنوات بالترحاب.
* لا بكنباور
لكن على النقيض من الراحل فرانز بكنباور، الذي حضر المباريات باستخدام طائرة هليكوبتر في عام 2006 وسرعان ما أصبح وجه الجهة المنظمة، نادرا ما ظهر لام أو تحدث، إذ يفضل العمل خلف الكواليس.
ولم يكن الطقس ملائما دائما أيضا، إذ حدثت عواصف صيفية وأمطار غزيرة خلال الحدث، على عكس السماء الصافية لصيف 2006 الدافئ.
وكان لا بد من إغلاق مناطق المشجعين في بعض الأحيان بسبب العواصف، لكن المنظمين ما زالوا يتوقعون أن يصل عدد الزوار إلى ستة ملايين شخص بحلول نهاية يوم الأحد.
وقال بيرند نويندورف رئيس الاتحاد الألماني للعبة "بالنسبة لي، أظهرت البطولة بأكملها أن الرياضة تمثل روح المجتمع. الرياضة وكرة القدم لا علاقة لهما بالانعزال".
وكان هذا جليا في أداء قوات الأمن الودود بعدما كان الأمن مصدر قلق في ظل تهديدات محتملة من المتشددين الإسلاميين والمشاغبين والهجمات الإلكترونية.
لكن يبدو أن قوات الأمن الألمانية، بما في ذلك 22 ألف ضابط شرطة قامت بالمهمة بصورة مرضية.
ربما يكون نظام البطولة الذي يتأهل فيه 16 فريقا من أصل 24 فريقا بعد دور المجموعات قد تعرض لانتقادات مرة أخرى، لكنه شهد مباريات مثيرة حتى الجولة الأخيرة بالدور الأول.
ويأمل المنظمون أن تستمر الإثارة حتى المباراة النهائية في برلين غدا الأحد لتكليل تنظيم قوي للبطولة.