بدد المنتخب السعودي مخاوف الجماهير طيلة الفترة الماضية، والتي أثار أداء لاعبي الأخضر قلقها في الوديات الماضية، ليظهروا بصورة مغايرة تمامًا مع انطلاق السباق نحو التأهل إلى كأس العالم 2026.
الأخضر يحقق انطلاقة مثالية بالتصفيات الآسيوية
وحقق المنتخب السعودي انطلاقة مثالية في مستهل مشواره بالتصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، بعدما حقق انتصارين متتاليين أمام باكستان والأردن 4-0 و2-0 على الترتيب، ليعتلي صدارة مجموعته مبكرًا ويقترب من حسم مقعده في المرحلة النهائية من التصفيات.
وجاءت هذه النتائج المميزة مرتبطة كذلك بأداء قوي وممتع مغاير تمامًا عن تلك الصورة التي ظهر بها خلال الوديات الماضية لترتفع معها آمال الجماهير بشأن قدرة الأخضر على الظهور بأفضل صورة في كأس آسيا القادمة والذهاب فيها إلى أبعد مدى.
وظهرت بصمة المدير الفني الإيطالي "روبيرتو مانشيني" ليس فقط على مستوى الأداء ولكن الأهم من ذلك "خياراته" حيث انتهج المدرب الإيطالي أسلوبًا غير تقليدي في اختياراته مفضلًا الاعتماد على اللاعبين الشباب.
واستغل مانشيني إصابة بعض النجوم الكبار ليبحث عن اللاعبين الشباب بدلًا من لاعبي الصف الثاني، وهو تحدٍ حمل مغامرة خطيرة من جانب المدرب الإيطالي الذي رسخ باختياراته مبدأ في غاية الأهمية، يتمثل في أن البقاء داخل المنتخب لن يعتمد على الأسماء الكبيرة بقدر ما سيكون معتمدًا على اللاعبين الأفضل والقادرين على إثبات أنفسهم بالجهد والعمل وتعلم أسلوب المدرب وكيفية تطبيقه داخل الملعب.
ولعل المنتخب السعودي يمر بمرحلة انتقالية اعتادت المنتخبات المرور بها من حين لآخر من أجل الإحلال والتجديد بعد ارتفاع معدل أعمار القائمة الأساسية، ليجد المدرب الإيطالي أن الفرصة أصبحت سانحة الآن للمضي قدمًا في هذه المرحلة حتى لو كانت هذه المجازفة قبل كأس آسيا بشهرين، لكنها في النهاية ستقود إلى تكوين منتخب قوي سيكون في أفضل مستوياته خلال كأس آسيا 2027 التي تحتضنها المملكة لأول مرة.
وفي النهاية فإن مانشيني باختياراته سيصنع زخمًا كبيرًا بين اللاعبين المحليين في جميع فرق دوري روشن، حيث سيكون باب المنتخب مفتوحًا لكل لاعب يبلي بلاء حسنًا داخل الملعب ويثبت أنه قادر على إحداث إضافة بالمنتخب ليكون نواة منتخب منتظر بعد 4 سنوات.