اعترف طبيب الأمراض المعدية وكبير المستشارين الطبيين خلال إدارتَيْ دونالد ترامب وجو بايدن في الولايات المتحدة الأمريكية، أنتوني فاوتشي، بأن بعض إجراءات التباعد التي تم اتخاذها لمواجهة جائحة كورونا، لم تكن ذات أساس علمي.
لم يتذكر قراءة أي شيء يدعم افتراض أن ارتداء الأطفال للكمامات يمنع الإصابة
وأكد "فاوتشي"، للجنة الفرعية المختارة المعنية بجائحة فروس كورونا في مجلس النواب الأمريكي، خلال وقت سابق من هذا العام، أن قاعدة التباعد الاجتماعي بطول 6 أقدام "ظهرت فجأة"، ولم تكن مبنية على دراسات علمية.
وأشار إلى أنه لم يتذكر قراءة أي شيء يدعم افتراض أن ارتداء الأطفال للكمامات أو حتى تخلفهم عن الذهاب إلى المدارس، من شأنه أن يحول دون الإصابة بفيروس كورونا.
وكان الجمهوريون قد نشروا النص الكامل لمقابلتهم مع "فاوتشي"، وذلك قبل أيام قليلة من شهادته العامة، إذ يخطط الجمهوريون لاستجوابه مجددًا بشأن قيود فيروس كورونا التي جرى فرضها، متهمين إياه بالتقصير في التعامل مع أسوأ جائحة مرت بالعالم منذ قرن تقريبًا.
وفي سياق مساعي الجمهوريين لاستجواب "فوتشي" مجددًا، أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن اللجنة أمضت 15 شهراً في البحث عبر رسائل البريد الإلكتروني ومقترحات البحث، بلغ عددها أكثر من نصف مليون صفحة من الوثائق، وأكثر من 100 ساعة من الشهادات المغلقة، للبحث عن ما يدين "فاوتشي".
وكشفت اللجنة عن رسائل بريد إلكتروني تشير إلى أن مساعدي "فاوتشي" السابقين كانوا يحاولون التهرب من قوانين السجلات العامة في وكالة الأبحاث الطبية التي أدارها لمدة 38 عاماً، حتى تقاعده في ديسمبر 2022.
وبعيدًا عن مجلس النواب الأمريكي، أثارت تصريحات "فاوتشي" جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أعرب الكثيرون عن صدمتهم من الاطلاع على هذا الاعتراف، لا سيما أن هذه الإجراءات تسببت في انغلاق مجتمعات كاملة، واتخاذ تدابير لم يكن لها أساس علمي، على حدّ وصفه.
حمّل الكثيرون هذه الإجراءات مسؤولية تضرر الأعمال التجارية المتأثرة بانغلاق المجتمعات، وإصابة الملايين بأمراض نفسية مثل الاكتئاب، كنتيجة البقاء في المنازل لفترات طويلة.
وانتظر البعض مزيدًا من الاعترافات حول الإجراءات التي اتخذتها الدول لمواجهة الجائحة، مؤكدين أن مثل هذا الاعتراف يعزز الفرضية التي ترى أن فيروس كورونا كان محض مؤامرة.