تشارك المملكة دول العالم في تفعيل اليوم العالمي للصحة النفسية 2023، تحت شعار "الصحة النفسية حق إنساني عالمي"، والذي يصادف 10 أكتوبر من كل عام.
وعرّفت منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية بأنَّها حالة من الرفاه النفسي تمكّن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة، وتحقيق إمكاناته، والتعلّم والعمل بشكل جيد، والمساهمة في مجتمعه المحلي، فإنَّ العوامل النفسية والبيولوجية الفردية مثل المهارات العاطفية وتعاطي مواد الإدمان والوراثيات يمكن أن تجعل الأفراد أكثر عرضة لمشاكل الصحة النفسية.
المملكة ملتزمة بتعزيز الصحة النفسية لجميع أفراد المجتمع
وأفاد المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية بأنَّ المملكة تسعى لتوظيف التجارب العالمية في مجال تعزيز الصحة النفسية، والعمل على توطين الخبرات، بالتعاون مع الجهات الصحية والتعليمية والبحثية، والوصول لمجتمع يحظى أفراده بصحة نفسية وجودة حياة جيّدة، وفقًا لمستهدفات "رؤية المملكة 2030".
ويقول وزير الصحة، فهد عبدالرحمن الجلاجل: "أود التأكيد على التزام المملكة والقطاعات الصحية بتعزيز الصحة النفسية لجميع أفراد المجتمع، وتسهيل الوصول إلى خدمات الصحة النفسية والعمل على الحد من الوصمة المرتبطة بالاضطرابات النفسية".
وأكد أنَّ "حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي صحة المواطنين العناية الكاملة، بما في ذلك الاهتمام بالصحة النفسية، إذ ينعكس هذا الاهتمام في شبكة واسعة من المستشفيات المتخصصة، والعيادات النفسية، والبرامج الوقائية، والتوعوية".
الجلاجل: أهمية رفع جودة الخدمات والاستثمار في تطوير القوى العاملة
وأشار إلى أهمية رفع جودة الخدمات المقدمة والاستثمار في تطوير القوى العاملة واستقطاب الخبرات المميزة مع السعي لحماية حقوق المرضى النفسيين ومنع الممارسات غير المهنية.
ودعا الجلاجل إلى التفاعل والتعاون مع هذه الجهود، والمساهمة في تعزيز الصحة النفسية من خلال ممارسة أنماط صحية وسلوكية سليمة، والحصول على المعلومات من مصادرها الموثوقة وعبر القنوات الرسمية.
يذكر أنَّ منظمة الصحة العالمية تواصل العمل مع شركائها لضمان تقدير الصحة النفسية وتعزيزها وحمايتها، واتخاذ إجراءات عاجلة حتى يتمكن الجميع من ممارسة حقوق الإنسان المكفولة لهم والحصول على الرعاية الجيدة.
ويمثل تعزيز الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين أولوية أخرى يمكن تحقيقها عن طريق السياسات والقوانين التي تعزّز الصحة النفسية وتحميها، من خلال دعم القائمين على الرعاية في توفير الرعاية في مرحلة التنشئة، وتنفيذ البرامج المدرسية، وتحسين نوعية البيئات المجتمعية والإلكترونية. وتعد برامج التعلّم الاجتماعي والعاطفي المدرسية من بين أكثر الاستراتيجيات فعالية في مجال تعزيز الصحة النفسية للبلدان من جميع مستويات الدخل.
ولتعزيز الصحة النفسية، وضع الباحثون عددًا من النصائح أهمها، التواصل مع الآخرين، بإنشاء علاقات اجتماعية قوية مع الأشخاص الذين بإمكانهم الدعم النفسي، ووضع خطط لبعض التسلية، بتخصيص بعض الوقت يوميًا للاستمتاع بنشاط محبب، مثل الرياضة، أو الضحك، لاستعادة الطاقة الإيجابية داخل الإنسان، واختيار المتخصص لطلب المشورة.
باحثون: النوم المنتظم والصحة البدنية يعززان الصحة النفسية
وأفاد الباحثون بضرورة الحصول على وجبة إفطار جيدة، وشرب كميات وفيرة من المياه، وتناول وجبة خفيفة صحية، والتغذية المتوازنة، إذ أكد الباحثون ارتباط رعاية الصحة البدنية ورعاية الصحة النفسية، وكذلك الحصول على قسط من الراحة، لتجديد النشاط الذهني والبدني، مع النوم مدة لا تقل عن 7 ساعات يوميًا في مواعيد منتظمة.
ويشير الباحثون أيضًا إلى ضرورة غلق الهاتف والحاسوب قبل موعد النوم بساعة، لمنح الجسم مدة كافية للاسترخاء، مع ضرورة الابتعاد عن كل ما يسبب الضغط النفسي، والاستفادة من تمارين التنفس، أو اليوجا، والتأمل.
وما يعزز الصحة النفسية أيضًا عدم الانشغال بالماضي، بل ينبغي التركيز على الحاضر، بالإضافة إلى مساعدة الآخرين، وتعلم مهارات جديدة، أو وضع هدف صعب مع العمل على الوصول إليه، كل ذلك من شأنه تعزيز اللياقة الذهنية والبدنية، ما من شأنه تعزيز الصحة النفسية عمومًا.
ويعد تعزيز وحماية الصحة النفسية في مكان العمل مجالاً يحظى باهتمام متزايد، ويمكن دعمه من خلال التشريعات واللوائح، والاستراتيجيات التنظيمية، وتدريب المديرين، والتدخلات لدى العمال، لذا ينبغي توفير خدمات الصحة النفسية التي تُدمج في الرعاية الصحية، في المستشفيات العامة.