غالباً ما تُتهم البطاطس بالمساهمة في زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث يتم إدراجها على قائمة الأطعمة التي يجب تجنبها، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الإنسولين.
وأظهرت دراسة أجراها مركز بنينغتون للبحوث الطبية الغذائية ( Pennington Biomedical Research Center) ومقره في ولاية لويزيانا، بأمريكا ونشرت نتائجها في مجلة الطعام الطبي، أن البطاطس تحتوي على عناصر غذائية هامة وفوائد صحية كبيرة، ولا تزيد من خطورة الإصابة بمرض السكري.
تم دمجها في الحمية الغذائية للمشاركين
وتتبع الباحثون آثار النظام الغذائي الغني بالبطاطس على المحددات الصحية المهمة للجسم وخاصة تأثيره على مرضى السكري، وخلافاً للاعتقاد الشائع، أظهرت الدراسة أنه ليس للبطاطس تأثير سلبي على مستويات السكر في الدم؛ وبالتالي فهي مناسبة أيضاً لمرضى السكري.
وتم اختيار 36 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً يعانون من زيادة الوزن أو مقاومة الإنسولين، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى تناولت حمية تحتوي على البطاطس، والثانية تناولت حمية تحتوي على البقوليات. واستغرقت الدراسة 8 أسابيع، وجرى تقييم مدى تأثير كل من الحميتين على مستوى السكر وفقدان الوزن. ووجدوا أن النتائج كانت متساوية بين الحميتين، حيث تحسن مستوى السكر في الدم وتمكن المشاركون من فقدان الوزن بنسبة مشابهة في كلا الحميتين.
وتم إعطاء المشاركين نظاماً غذائياً خاضعاً لرقابة مشددة مع الأطعمة المتاحة على نطاق واسع، بما في ذلك الفاصوليا والبازلاء واللحوم أو الأسماك أو البطاطس مع اللحوم أو الأسماك. وتم غلي البطاطس مع قشرها لزيادة محتوى الألياف، ثم تبريدها لمدة 12 إلى 24 ساعة. ودمجها في الأطباق الرئيسية للغداء والعشاء، وعند مقارنة حمية البطاطس بنظام غذائي من الفاصوليا والبازلاء، اتضح أن كلا النظامين الغذائيين كان لهما نفس الفوائد الصحية.
واعتمدت الدراسة على تخفيض محتوى السعرات الحرارية عن طريق إضافة البطاطس، وتلقى كل مشارك وجبة مصممة خصيصاً لاحتياجاته الشخصية من السعرات الحرارية.
يذكر أن دراسات سابقة حذرت من تناول البطاطس لمرضى السكري، مبينة أن تناولها يزيد من خطر الإصابة بالسكري بنسبة 9٪، ومن الضروري تعديل النظام الغذائي بناءً على الاحتياجات الفردية وفهم كيفية تأثير مختلف الأطعمة على الصحة.