close menu

60 قصة نجاح.. فجر جديد للتوائم السيامية بالسعودية

تنفيذ العمليات المعقدة بدقة عالية وبأيدٍ وطنية ماهرة
close btn

حققت المملكة إنجازات متميزة في مجال عمليات فصل التوائم السيامية، حيث بلغ عدد العمليات الناجحة 60 عملية حتى الآن، ويتم تنفيذ هذه العمليات المعقدة بدقة عالية وبأيدٍ وطنية ماهرة، مما يعكس تطور القطاع الصحي في المملكة وتفوقه على المستوى العالمي.

أولى عمليات الفصل أُجريت لتوأم سعودي سنة 1990م

وتأتي هذه الإنجازات بفضل دعم القيادة الرشيدة وتوفير أحدث التقنيات الطبية، إلى جانب الكوادر المتخصصة التي تواصل تحقيق النجاحات في هذا التخصص الطبي الدقيق والمعقد، ما يعزز مكانة المملكة كوجهة رائدة في الرعاية الصحية.

وأكد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة، في فيلم وثائقي نشرته وزارة الحرس الوطني، أن البرنامج أجرى خلال 34 عامًا، 60 عملية لفصل التوائم الملتصقة في المملكة والتقييم الطبي لـ 139 حالة من 26 دولة في العالم، بدعم كريم من القيادة الرشيدة.

وأشار إلى أن بدايات البرنامج شهدت نقصا في الخبرات السعودية، حيث لم يكن سوى الربيعة ضمن الفريق الطبي، لكن مع تعاقب السنين والعمليات المتكررة تم إدخال كوادر سعودية حتى أصبح الفريق الطبي بالكامل من أبناء الوطن.

وأفاد بأن أولى عمليات الفصل كانت لتوأم سعودي، ولم تستغرق العملية الجراحية التي تمت عام 1990 سوى ساعتين، إلا أنها لم تحظ بتغطية إعلامية مناسبة، بعكس العمليات التي يجريها الفريق السعودي حالياً والتي تغطيها عدة وسائل إعلامية محلية ودولية.

وأضاف أن العملية الثانية التي أجريت للتوأم السوداني سماح وهبة عام 1992، كانت تمثل تحديا لأسرة التوأم التي توجهت لعدة دول بطلب إجراء الجراحة، إلا أنها قوبلت بالرفض، حتى تدخل خادم الحرمين الشريفين ووجه بإحضار التوأم، حيث استغرقت الفحوصات والاستعدادات عدة أشهر، حتى اكتمال الفريق الطبي الذي بدأ من الصفر، إذ كان الدكتور الربيعة أحد الاستشاريين بالفريق.

ومن بين الإنجازات البارزة التي حققتها المملكة في مجال عمليات فصل التوائم، تبرز قصة التوأم العماني "صفا ومروة"، التي جرت في عام 2007م، كانت هذه العملية مليئة بالتحديات والآمال، حيث تحولت المحنة إلى منحة، واكتُشفت من خلالها قوة الروح الإنسانية وصمودها في مواجهة أصعب الظروف، رواها والد التوأم، محمد الجرداني، منذ بداية رحلتهم حتى وصولهم إلى مستشفى الشؤون الصحية بالحرس الوطني.

تحولت عملية فصل التوأم العماني "صفا ومروة" من محنة إلى منحة

وسرد الجرداني معاناته بعد ولادة صفا ومروة، مشيرًا إلى أن الحالة كانت شديدة الصعوبة قبل عملية الفصل، مضيفاً أنه خاطب مستشفى الشؤون الصحية بالحرس الوطني، وجاءه الرد خلال أقل من أسبوع بقبول الحالة لإجراء عملية الفصل في المملكة، في أول عملية من نوعها لفصل توأم ملتصقين في منطقة الرأس.

وأوضح الجرداني أن العديد من الدول تمتلك إمكانات طبية كبيرة، إلا أنه لم يجد دولة تضاهي المملكة في تقديم الرعاية والاهتمام، مشيدا بالدعم الذي حظيت به عائلته منذ اللحظة الأولى لوصولهم إلى السعودية، حيث شعر بالاحتضان الكامل والحرص على تقديم أعلى مستويات الرعاية، مما جعل المملكة تتفوق ليس فقط بإمكاناتها الطبية، بل أيضاً بإنسانيتها واهتمامها الفائق بسلامة المرضى ورفاهيتهم.

وفي تفاصيل أخرى، تحدث الدكتور عبدالله الربيعة عن التحديات التي واجهت الفريق الطبي، مشيرًا إلى تعرض والد التوأم العماني لنوبة قلبية قبل العملية بيومين، مما زاد من صعوبة الموقف، وقد أُجريت له عملية قلب مفتوح في نفس المستشفى الذي كانت فيه ابنتاه، وهو المستشفى الذي زاره الملك عبدالله بن عبدالعزيز آنذاك للاطمئنان على حالة التوأم ووالدهما.

وروى الدكتور الربيعة قصة الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، بعد نجاح عملية فصل التوأم الباكستاني "فاطمة ومشاعل" في عام 2016. وأشاد الأمير محمد بن سلمان بما قدمه الربيعة وفريقه من إنجازات، مشيرًا إلى أن هذه الإشادة زادت من ثقتهم ودفعتهم لتحقيق المزيد من النجاحات في هذا المجال الإنساني النبيل.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات