كسر وزير الشؤون الإسلامية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، الرتابة من خلال تسميته الأمور بمسمياتها كعادته؛ إذ شن هجوماً كاسحاً، على ما يسمى بـ"الصحوة"، التي مرّت بها المملكة في وقتٍ مضى، وعانت منها، نظير ما أفرزته من "أفكار متطرفة"؛ نتج عنها تخريب وقتل أبرياء في المساجد، في إطار محاولات وصفها آل الشيخ بـ"الهدامة"، كانت تستهدف "اللحمة الوطنية".
المجتمع أكثر وعياً وثقافة وقفز على ما كان يحدث من تشويش وإثارة وتهريج وكذب ونصب واحتيال
وفي حديثٍ أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط"؛ وصف آل الشيخ تلك الحقبة الزمنية بـ"المتسلطة"، شكّلها بعض أصحاب أصوات النشاز، وانتهت وذهبت إلى غير رجعة، بعد أن أصبح المجتمع أكثر وعياً وثقافة، وقفز على ما كان يحدث من "تشويش، وإثارة، وتهريج، وكذب، ونصب واحتيال".
واعتبر أن الأعمال التي كان يقوم بها أولئك الزمرة، قامت باسم الدين والدعوة، وامتطوا بعض الوسائل للوصول إلى أهدافهم، إما لهدم الوطن، أو لسرقة الصدقات والزكوات والاقتيات عليها، أما الآن فالقناعات تحولت إلى موصلة لبناء الوطن، وأمنه واستقراره، وذهب أصحاب تلك الأفكار إلى "مزبلة التاريخ".
ومن ناحية استغلال المنابر والمحاضرات في المساجد؛ شدد وزير الشؤون الإسلامية أن ذلك ذهب مع الزمن، بعد أن وضعت الوزارة، برنامج "التيسير"، الذي لا يسمح لأي جمعية، أو أي إمام، بأن يستقطب أي داعية، أو أي محاضر، إلا من خلال الرجوع لهذا البرنامج، الذي أكد تنقيته من جميع الأشخاص، الذين يشكِّلون خطراً على الوحدة الوطنية، أو الأمن الوطني، أو المعتقد.
الوزارة صححت مسار الدعوة التي كانت ميداناً لمن لا ميدان له ومارسوا التمثيل من خلالها لتحجيم دور الدولة وزعزعة أفكار الناس
وقطع آل الشيخ بأن الاستراتيجية التي نفذتها وزارته "مدروسة"، بل إنه زاد بالقول "إن تنفيذها تم بالتدريج، لـ"إنقاذ الوطن من أصحاب الأفكار الهدامة، التي كانت تغذّي الفُرقة، وتسعى لجر الوطن إلى بؤر الفتن، كما يحدث في كثير من الدول".
ولم يتوقف الرجل عند هذا الحد، بل إنه ربط الاستراتيجية التي تنتهجها وزارة الشؤون الإسلامية، بتصحيح "مسار الدعوة" التي كانت ميداناً لمن لا ميدان له – حسب قوله - والتي مارسوا التمثيل من خلالها، والتلفظ بألفاظ بذيئة، منها ما يخرج عن المألوف بما يوحي للتحرش والسوء؛ للوصول إلى تحجيم دور الدولة، وزعزعة أفكار الناس، لكن الوزارة كانت لهم بالمرصاد.
وحتى وإن لم يُسمِ الوزير آل الشيخ، أطرافاً بعينها، إلا أنه يعرف عنه عداؤه العلني لجماعة "الإخوان المسلمين الإرهابية"، وللأطراف المتشددة، ولطالما كان يبرز في هجمات عنيفة ضد تلك الفئات المتطرفة، التي كان لها دور بارز في نشر الأفكار المنحرفة والهدّامة، ليس في المملكة فحسب، بل في أرجاء الوطن العربي والعالم بأسره.